أفرجت سلطات الاحتلال أمس عن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بعد ساعات من توقيفه لاستجوابه بتهمة التحريض على العنف، وقال مصدر مقرب من حسين ل «الشرق» إن التحقيقات انتهت ولن يستدعى المفتي مجدداً. وسادت أجواء من التوتر الشديد في القدسالمحتلة، عقب الاعتقال، بالتزامن مع اقتحام قطعان من المستوطنين المتطرفين بحماية القوات العسكرية الإسرائيلية باحات الأقصى لأداء صلوات تلمودية. ودارت اشتباكات بالأيدي بين المصلين الفلسطينيين قوات الاحتلال التي منعت الفلسطينيين من دخول الأقصى وسط استنفار وانتشار واسع للجنود والشرطة الإسرائيلية لتأمين الحماية والحراسة لآلاف المستوطنين الذين سيخترقون القدس القديمة بمسيرات ضخمة في الذكرى ال 46 لما يسمى «توحيد القدس». وأثار اعتقال إسرائيل مفتي القدس ردود فعل واستنكارات فلسطينية رسمية وشعبية واسعة، وسط مطالبات عربية وإسلامية بإطلاق سراحه. بالمقابل حذرت حركة الجهاد الإسلامي في تصريح خاص ل«الشرق» على لسان المتحدث الرسمي باسمها القيادي داوود شهاب من المساس بالعلماء الفلسطينيين، معتبرة اعتقال حسين خطوة شديدة الخطورة. وكشف شهاب النقاب عن مخطط إسرائيلي جديد تحاول الحكومة الإسرائيلية فرضه على أرض الواقع ويقضي بفصل أوقات العبادة داخل المسجد الأقصى بين المسلمين والإسرائيليين (المتدينين اليهود) بحيث يمكن قطعان المستوطنين نشطاء اليمين المتطرف بالوجود داخل الأقصى. وحول إمكانية استخدام الجهاد الإسلامي خيار المقاومة المسلحة كرد على تجاوزات إسرائيل بحق المقدسات رد شهاب بالقول: «نخوض صراعاً مفتوحاً مع إسرائيل، ومبرر وجودنا هو مقاومة الاحتلال ونحن لا نتهرب من هذا الواجب». في إشارة منه لإمكانية الرد عسكرياً من غزة أو توسيع حلقة المقاومة بالضفة الغربية.