اقتحم عشرات المستوطنين باحة المسجد الأقصى صباح اليوم الأربعاء؛ مما أدَّى إلى توتر الأجواء في البلدة القديمة من القدسالشرقية، فيما حاول مجموعة من المصلين المرابطين داخل المسجد التصدّي للاقتحام، إلا أن الشرطة الإسرائيلية هدّدت باعتقالهم. وذكر موقع CNN العربي الإخباري أن عدداً من حراس المسجد الأقصى أفادوا بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت المسجد من جهة بوابة "المغاربة"، تحت حراسة وحماية شرطية معزَّزة، وشرعت بعض العناصر منها بفتح وكسر زجاجات من الخمر في الساحة؛ وذلك احتفالاً بما يسمى "عيد نزول التوراة التلمودي". وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المصلّين تدافعوا إلى الجهة التي تتمركز فيها عناصر الجماعات المتطرّفة، وهتفوا وكبَّروا بوجه المتطرّفين، بينما أبعدت عناصر الشرطة والوحدات الخاصة المرافقة المصلين، وهدَّدت باعتقالهم، وعلى إثر ذلك شهدت باحات الأقصى حالة من التوتر الشديد. وكانت قيادات عدد من الجماعات اليهودية "المتطرِّفة" قد دعت أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى في فترة العيد اليهودي، وإقامة طقوس وشعائر تلمودية في باحاته، وترجمت ذلك باقتحامات متتالية لباحات الأقصى بداية من الثلاثاء واستمرت حتى الأربعاء. ومن جهته، قال الشيخ يوسف إدعيس، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي: إن "عملية اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قِبَل قطعان المستوطنين المتطرّفين، وإلقاء زجاجات الخمر في باحاته وساحاته، تحت حماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، يشكِّل انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد، واستفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين". وحذَّر إدعيس من وجود ما أسماه "مخطط للمؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة، يُعدّ الأشد خطورة؛ للسيطرة المطلقة عليه "المسجد الأقصى"؛ تمهيداً لهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه". ودعا منظّمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، إلى التحرّك الجادّ على وجه السرعة؛ لتدارك الخطر المحدق بمساجد فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وإنقاذه من المؤامرات والإجراءات التي تستهدف تهويده، والمساس به، والنَّيل من قدسيته قبل فوات الأوان. ومن جانبها، أصدرت منظّمة المؤتمر الإسلامي بياناً أدانت فيه اقتحام "متطرّفين إسرائيليين" للمسجد الأقصى، وأفادت بأن الأمين العام للمنظّمة، أكمل الدين إحسان أوغلي، اتصل بمفتي القدس، الشيخ محمد حسين؛ للاطمئنان على الأوضاع في المسجد الأقصى "عقب اعتداء متطرّفين يهود" عليه. واعتبر أوغلي أن "الاعتداء يصيب الأمة في أحد أعزّ وأقدس مقدّساتها، ويستدعي الوقوف في وجهه ومنع تكراره"، مؤكّداً أن "الأمة الإسلامية لن تلزم الصمت طويلاً" إزاء استمرار "ما يتعرّض له مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى واعتداءات". وأدان الأمين العام للمؤتمر الإسلامي قيام متطرّفين يهود بافتعال حريق في مسجد قرية "المغير" في الضفة الغربية، مؤكِّداً أن هذا "الفعل الإجرامي يميط اللِّثام عن العنف اليومي، الذي يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة". ودعا الأمين العام، منظّمة اليونسكو، ومجلس الأمن الدولي، والدول الإسلامية الأعضاء فيه، إلى النهوض بمسؤولياتهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وحمل إسرائيل على وقف اعتداءات المتطرِّفين، ومنعهم من زيادة التوتر في المنطقة.