نقلت مصادر سياسية مطلعة عن وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، تحذيره الأردن من التورط في الملف السوري عسكرياً، إلا أنه تلقى رداً عنيفاً من نظيره الأردني، ناصر جودة، خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعهما في عمّان، إذ طالب الأخير الزائر الإيراني ب «وقف تدخل بلاده في الشؤون الداخلية العربية لاسيما في البحرين وسوريا». وبحسب مراقبين، فإن المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية الإيراني والأردني تحوَّل إلى سجالٍ سياسي، اضطر معه كلٌ منهما إلى الدفاع عن موقف بلاده، فظهرا مختلفين في رؤية جميع الملفات. وتعليقا على سؤالٍ من صحفية إيرانية حول مرور الإرهابيين من الأردن إلى سوريا، ذكر الوزير الأردني أن بلاده ألقت القبض على كثير من الأشخاص الذين حاولوا التسلل لأهداف غير سلمية، وجدد الحديث عن الموقف الأردني بخصوص الأزمة السورية المرتكز على الإسراع في الدخول إلى مرحلة انتقالية، تضمن الحل السياسي. وأكد ناصر جودة، رداً على سؤالٍ ل «الشرق» أن الأردن يسير وفق خطة، واستنادا إلى مواقف الجامعة العربية في جميع القضايا، خاصة ملف عدم تدخل إيران في الشؤون العربية، والتأكيد على عروبة وملكية دولة الإمارات العربية المتحدة لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وفي سياقٍ آخر، نفى جودة، وجود أي قوات أجنبية على الأرض الأردنية، وأشار إلى أن القوات المسلحة الأردنية قادرة على الدفاع عن البلاد دون أية حاجة إلى نشر قوات أجنبية، مؤكدا أن الأردن ضد التدخل في شؤون البلدان الأخرى، ومعرباً عن أمله في أن يكون الجميع جزءاً من الحل في الأزمة السورية. واعتبر أن أي خلاف بين الأردن وإيران في بعض المواقف لا يمنع من الحوار، مشددا في نفس الوقت على موقف الأردن الثابت إزاء المشروع النووي الإيراني، ومفاده أن الحل في الحوار. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، إن الحوار مع الجانب الأردني كان منصباً على الوضعين الفلسطيني والسوري، منبهاً إلى «ضرورة حل الأزمة السورية سلمياً وعبر السوريين أنفسهم». ولفت صالحي، إلى أن إيران ترفض أي حل من الخارج وأي تدخل خارجي في سوريا، محذراً من أن أي فراغ في سوريا سيؤدي إلى تداعيات سلبية على كل الدول، مبدياً استعداد بلاده لدعم الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وتابع «»مستعدون لمساعدة الأردن من الناحية المالية لنخفف قليلا من عبء وجود اللاجئين السوريين على أراضيه». وفي رده على سؤال عن تصريحات مسؤول عسكري إيراني بخصوص الأردن، وصف هذه التصريحات بأنها ليست رسمية أو صادرة عن المرجعيات المعتمدة وهي وزارة الخارجية في طهران والمرشد الأعلى والرئيس الإيراني، إلا أن جودة طلب إدانة الجهات الرسمية في إيران لهذه التصريحات وتوضيحها.