قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن بلاده تختلف مع إيران حول الكثير من القضايا الإقليمية، لكن ذلك لا يمنع الحوار بين البلدين. وقال جودة في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي الذي يزور المملكة، إن عمّان وطهران تختلفان في المواقف حيال العديد من القضايا الإقليمية، ولكن ذلك لا يمنع الحوار بين البلدين. وأضاف "هناك قضايا شائكة وعالقة بين جامعة الدول العربية ودول أعضاء فيها مع الجانب الإيراني نأمل ونتمنى أن يكون لها حل جذري "، في إشارة إلى مشكلة الجزر الثلاث (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى) العالقة بين إيرانوالإمارات منذ عام 1971. وأضاف أن موقف بلاده "واضح من الجزر الثلاث الإماراتية، ونحن ضد التدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وضد المواقف التي يمكن أن تفسّر بأنها تهديد لأمن دول مجلسس التعاون الخليجي"، وتابع "نحن كنا واضحين جداً في ما يتعلق بموقفنا من مملكة البحرين الشقيقة وضرورة عدم التدخّل في شؤونها". وقال جودة إن "موقف الأردن واضح من البرنامج النووي الإيراني ومن الضرورة حل هذا الملف عن طريق الحوار والقنوات الدبلوماسية، وموقفنا من التدخل العسكري في أي دولة، ولا نريد سباق تسلّح في المنطقة، ولا نريد ما من شأنه أن يزيد من التوتر وعوامل عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة". ولكن وزير الخارجية الأردني شدد على "ضرورة التواصل والحوار مع إيران". وأضاف "في موضوع سورية، نتمنى أن يكون لإيران دور إيجابي مستقبلي في الأزمة في هذا البلد، ونكون جميعاً جزء من الحل". وتابع "بحثت مع أخي العزيز (وزير الخارجية الإيراني) القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والأزمة السورية". وأكد جودة على ضرورة "وقف العنف والقتل ومسلسل سيل الدماء وضرورة الدخول إلى مرحلة انتقالية في سورية تضمن حلاً سياسياً شاملاً تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري العريق بشكل يحافظ على وحدة سورية الترابية وكرامة شعبها الأصيل". وأضاف "تحدثنا بضرورة أن نكون جميعاً جزء من الحل في هذا الإطار"، مشيراً إلى أن "جهوداً واجتماعات مكثفة من قبل المعنيين للخروج من الأزمة السورية التي وقع بسببها عشرات الآلآف من الأبرياء". وأكد وزير الخارجية الأردني أنه "لا يوجد أي انتشار للقوات الأميركية على الأراضي الأردنية". من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن "الجزر الثلاث هي جزر إيرانية تاريخياً، ولكن نحن مستعدون للتباحث حولها مع الإمارات". وقال "ليس هناك أي تدخل إيراني في البحرين"، مشيراً إلى أن "ملك البحرين طلب شخصياً المساعدة لحل المشكلة مع المعارضة البحرينية". وأضاف صالحي أن إيران "أعلنت مراراً وتكراراً تأكيدهاعلى وحدة أراضي البحرين وسيادتها على أراضيها، واحترام حكومة البحرين". وتابع "مستعدون للجلوس مع الحكومة البحرينية والمعارضة، ولكن أن أحضر أنا إلى المنامة بشكل علني، ولكن وزير الخارجية البحريني طلب مني الحضور بشكل سري، وهذا ما نرفضه". وأوضح "أريد الحضور إلى البحرين بشكل علني وصريح". غير أن جودة قاطع وزير الخارجية الإيراني في الإسهاب حول هذا الموضوع، قائلاً "هناك قضايا نختلف عليها، ومعالي وزير الخارجية الإيراني أوضح وجهة نظر بلاده، وجامعة الدول لها وجهة نظر بالجزر الإماراتية، وحتى دولة الإمارات العربية المتحدة قالت إنها مستعدة للحديث عن الموضوع بطرق سلمية وبتحكيم دولي، ولكن وجهة نظرنا أن هذه الجزر هي جزر إماراتية". من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده "تعترف بالمعارضة السورية السليمة وليس جبهة النصرة وتنظيم القاعدة المتهمون بسفك الدماء في سورية ونبش القبور". وأضاف "نحن مع سورية والشعب السوري وحكومته ونبحث عن حل سلمي في هذا البلد". وقال "دخلت مع أخي العزيز معالي الوزير (ناصر جودة) في حوار صريح حول العديد من القضايا المصيرية في المنطقة ومنها فلسطين والأزمة في سورية". وأوضح صالحي أن "التداعيات السلبية للأزمة في سورية سوف تنعكس على جميع الدول، ولا يدري أحد ماذا سيجري بعدها، وماهي النتائج في حال حصول فراغ في هذا البلد". ولفت إلى أن بلاده "تؤمن بوحدة الأراضي السورية، وتؤمن بالمتطلبات المشرعة لشعبها، وترفض أي حل يفرض من الخارج ونرفض التدخّل الأجنبي في سورية". وأضاف أن إيران "طلبت من المعارضة السورية السليمة الجلوس مع الحكومة لتشكيل حكومة انتقالية وترفض التدخّل الأجنبي". ورداً على سؤال حول الهجوم الإسرائيلي لأخير على سورية، قال الوزير الإيراني إن "الجيران أولى بالوقوف إلى جانب إخوانهم في دمشق". وكان وزير الخارجية الإيراني وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان مساء أمس الاثنين، ومن المقرر أن يفتتح اليوم المبنى الجديد للسفارة الإيرانية ويعقد لقاء حوارياً مع عدد من الكتّاب والصحافيين.