التقى الملك عبدالله الثاني أمس وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي نقل إليه رسالة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، وفق بيان مقتضب أصدره الديوان الملكي الأردني. وقال صالحي أثناء مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني إنه «يجب أن تحل الأزمة السورية بشكل سلمي، وأن يكون الحل سورياً - سورياً». وأضاف «على السوريين أن يحددوا مصيرهم المستقبلي بأنفسهم... نأمل أن لا يحصل فراغ في سورية، لأنه لو حصل لن يستطيع أحد أن يعلم إلى أين ستسير الأمور». وتابع: «نؤمن بوحدة الأرض السورية، ومتطلبات الشعب المشروعة، لذا طالبنا المعارضة أن تجلس مع السلطة وأن يشكلا حكومة انتقالية، لأن تداعيات الأزمة ستنعكس على دول الجوار والدول الأخرى». وأكد المسؤول الإيراني تمسك طهران بالحل السياسي السلمي، وقال إن بلاده «تقر بمطالب المعارضة السورية، لكنها ليست مع جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة...». وزاد «مستعدون وفق إمكاناتنا المتواضعة أن نساعد الأردن مالياً (يستقبل نحو نصف مليون لاجئ سوري)، للتخفيف ولو قليلاً من العبء الذي يتحمله، بسبب نزوح اللاجئين». وأشار صالحي إلى رغبة بلاده بتشكيل لجنة سياسية مشتركة بين عمان وطهران، يكون الهدف منها «الاتصال والتشاور الدائم في خصوص تطورات المنطقة». وقال «التداعيات ستنعكس على الجميع... لا بد من التواصل الدائم، والسعي لتخفيف السلبيات المتوقع حدوثها». وعن احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران، قال صالحي إن إسرائيل «لن تجرؤ على التعدي علينا، لكننا مستعدون لأسوأ الاحتمالات». وأكد جودة «الموقف الأردني الثابت، الداعي لوقف أعمال العنف والقتل ومسلسل سيل الدماء، وأن تكون هناك مرحلة انتقالية تضمن حلاً سياسياً شاملاً، يشارك فيه الجميع بشكل يحفظ وحدة سورية الترابية وكرامة شعبها». وقال إن الأردن «يؤمن بالحوار والقنوات المفتوحة، وإن مواقفه مبدئية وثابتة، ويعبر عنها بكل وضوح». وأضاف: «يجب أن نكون جميعاً جزءاً من الحل، خصوصاً أن هناك جهوداً تبذل واجتماعات مكثفة من قبل المعنيين». ونفى جودة أي انتشار لقوات أجنبية على الأراضي الأردنية، لافتاً إلى أن الأردن «بقواته المسلحة وأجهزته الأمنية، ليس في حاجة الى أي قوات أجنبية، لكن هناك برامج تدريبية مع دول صديقة مستمرة منذ عقود». وبدا لافتاً أن المؤتمر الصحافي، الذي كان أشبه بمناظرة بين جودة وصالحي، كشف عن أجواء متوترة بين المسؤولين. وقال الوزير الأردني رداً على أسئلة الصحافيين «ثمة تصريحات سلبية تصدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين تجاه الأردن... لقد بحثت هذه المسألة مع معالي الوزير، وطلبنا أن يتم الرد عليها رسمياً، إما عبر التوضيح أو الإدانة». وكان مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي قال قبل أيام إن موقف المسؤولين الأردنيين من الملف السوري «يهدد مصالح الأمة الإسلامية والعربية». وسعى صالحي إلى التنصل من هذا التصريح، عبر القول إن التصريحات الإيرانية الرسمية «لا يصدرها إلا المرشد الأعلى، أو رئيس الجمهورية، إضافة إلى الخارجية الإيرانية». وظهر التوتر بشكل أكبر، عندما اعتبر جودة أن هناك اختلافاً كبيراً بين المملكة وإيران في شأن عدد من الملفات الإقليمية. وقال «أكدنا مراراً ضرورة عدم التدخل الإيراني في الشأن البحريني وتهديد منطقة الخليج، كما أكدنا أحقية دولة الإمارات الشقيقة بجزرها ال3 المحتلة». لكن الوزير الإيراني بادر إلى مقاطعة نظيره الأردني، معتبراً أن الشواهد التاريخية «تؤكد أحقية الجمهورية الإيرانية في الجرز المذكورة»، نافياً أي تدخل إيراني في الشأن البحريني أو الخليجي. ووسط أجواء ساخنة، قال جودة إن الأردن «ملتزم بمطالب الإمارات، وبقرارات الجماعة العربية، التي تؤكد أن الجزر ال3 عربية وليست فارسية». كما رد الوزير على بعض أسئلة الصحافيين الإيرانيين، الذين اتهموا عمان ب «تسهيل عبور الإرهابيين إلى داخل سورية»، قائلاً «الحاصل هو العكس تماماً... لقد ألقينا القبض على عناصر سورية دخلت الأردن، تبين أن نواياها غير سليمة».