أعاد حزب إسلامي كبير طرح إمكان انسحابه من «التحالف الرئاسي» في الجزائر، في خطوة تسبق بشهور قليلة موعد الانتخابات النيابية في البلاد في الربيع المقبل. ويرى مراقبون في تجديد تهديدات «حركة مجتمع السلم» بالانسحاب من التحالف الحاكم بأنها «ورقة تكتيكية» قد يلعبها «إخوان الجزائر» في اللحظات الأخيرة لصرف التهمة عنهم بأنهم مرتمون في «أحضان السلطة». وأبقى الحزب الإسلامي على وجوده ضمن «تحالف رئاسي» يجمعه مع «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي» لمدة سبع سنوات كاملة. لكن هذا التحالف السياسي يبدو اليوم وكأنه على وشك الانهيار. وقال رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، إن أحزاب «التحالف الرئاسي تحالفت لهدف واضح هو المصالحة الوطنية لإطفاء نار القتنة، لكن التحالف اليوم بدأ يفتر ومهمته انتهت». ومند فترة يبعث سلوك الحركة التي توصف ب «إخوان الجزائر»، بمخاوف داخل التحالف الرئاسي على خلفية خيارات كثيرة اتخذتها حركة «حمس» بما يتعارض تماماً وخطاب السلطة. وأفادت مصادر حزبية، أن الحركة قد تدرس مجدداً في اجتماع مجلس الشورى المقبل احتمالات الانسحاب على ضوء «نتائج الإسلاميين في انتخابات تونس والمغرب و مصر». ويُقدّم سلطاني نفسه بأنه قريب من زعامات الحركات الإسلامية الثلاث التي وصلت إلى الحكم في تونس والمغرب ومصر. فقد كان «وسيطاً» في دعوة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى زعيم النهضة في تونس راشد الغنوشي لزيارة الجزائر، كما أنه لا ينفكّ عن نعت عبدالإله بن كيران، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» الفائز في الانتخابات المغربية، ب «الصديق الحميم». وهو أيضاً لا يخفي انتماء حزبه إلى «تيار الإخوان» في مصر. وتحت شعار «على التحالف أن يتجدد أو يتبدد»، يبحث سلطاني عما يسميه «شراكة» وليس مجرد «تحالف» يؤول فيها لحزبه ما تحصل عليه «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي» من مناصب إدارية وقنصلية وديبلوماسية وعلى رأس مؤسسات الدولة. وقد أدت انتقاداته المتتالية للتحالف واقتراب خطابه في الفترة الأخيرة من خطاب المعارضة، إلى خلافات بينه وبين الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى أحد شركاء التحالف. لكن مجلس الشورى ل «حمس» أظهر في اجتماع عقده في الصيف رغبة قياديين في الحركة في «الخروج من تحت عباءة السلطة». وقال رئيس الحركة آنذاك إنه «وبعد مخاض عسير بين أعضاء مجلس الشورى تقرر التمهل بشأن قرار الانسحاب أو البقاء إلى أن تتبلور الرؤية على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزائر». وكشف عن دعوة مجلس الشورى في اجتماعه الأخير إلى استمرار التحالف في «إطار الإصلاحات التي بادر بها» الرئيس بوتفليقة. وقال: «لقد بدأنا كمتحالفين بينما بات ضرورياً أن نتحول إلى الشراكة السياسية تحت مبدأ خدمة الجزائر ونتجاوز فيها الألوان السياسية إلى كتلة كبرى تخدم قضايا الجزائر وننشئ تقليداً جديداً للتداول السلمي على السلطة من خلال تيارات سياسية وليس عبر أحزاب سياسية».