الأمر ببساطة أن الشاب «رستم مدخلي» اخترع عجلاتٍ سهلة التركيب في حال تلف إطار السيارة و»بنشر»! دون الحاجة لفكّ الإطار مختصراً الوقت والجهد معاً، وليستفيد منه – حسب صحيفة «الوطن» -: «بعض ضعاف البنية البدنية؛ أو المصابين بالكسور في العمود الفقري؛ أو الانزلاق الغضروفي وحتى مرضى القلب»! والاختراع بجانب ذلك يؤمن السيارة ضد السرقة! ولكن العقول «المنسّمة» تركت كل فوائد الاختراع واجتزأت من حديث المخترع إشارته إلى إمكانية استفادة المرأة منه في إصلاح «بنشر» سيارتها في حال قيادتها دون الاضطرار لطلب المساعدة من أحد! فأخذوا جملته تلك – التي سردها بحسن نيةٍ وربما إشارة إلى النساء اللواتي يقدن سياراتهن في الهجر البعيدة والقرى – ووضعوا تحتها ملايين الخطوط الحمراء! ومضت تعليقاتهم احتجاجاً على الشاب واختراعه الذي وصفوه بال»فتنة» – في موقع صحيفة «إلكترونية» أخرى نقلت الخبر!! المخترعون من شباب الوطن ينتظرون الدعم والتشجيع؛ فهم ثروة الوطن الحقيقية، ومن العيب أن نزيد «غبنهم» مع الجهات المفترض بها رعاية إبداعاتهم بسوءة نقاشاتنا العقيمة التي تستهلكنا دون طائل! وما انتقاص إبداعهم إلا تفسيرٌ منطقي لنقاش أجوف يخوضه البعض «مدرعماً» -على غير هدى- قبل أن يعرف «الطبخة»! هو دليل على منطقة ضبابية تتنازع البعض منا نتيجة فهم خاطئ واحتقان مصطنع ودائم مع هذه الأنثى التي نحاول زجّها عنوة حتى في موضوع هو مجرّد «كفر» سيارة! وأنتم أيها الممانعون للمخترَع – بحجة الفتنة – فإني أبشركم بأن لكم الحرية في بقائكم على الطريقة التقليدية لإصلاح «البنشر» بواسطة «العفريتة» و»مفتاح العجل» وبمساعدة العضلات! وأضمن بأنه لن يجبركم أحد على استخدام اختراع الأخ «رستم» فاضمنوا لي – يرحمكم الله – عدم تسابقكم نحوه في حال طرحه بالسوق! فقط لئلا يصدق فيكم قول الشاعر: (أتانا أن سهلاً ذمَّ جهلاً/ علوماً ليس يعرفهن سهل/ علوماً لو دراها ما قلاها/ ولكن الرضا بالجهل سهل)!