أصبح العنف في الجامعات الأردنية ينذر بأزمة أمنية اجتماعية داخلية، حيث قضى عديد من شباب الجامعات داخل حرم الجامعة لأسباب مختلفة لكن معظمها خلافات على البنات، أو نقل المشكلات العشائرية إلى داخل حرم الجامعات. الأسبوع الماضي راح ضحية العنف في جامعة الحسين أربعة أشخاص بينهم طالبان ورجل أمن وموظف جامعي في يوم واحد، إضافة إلى إصابة 25 شخصاً آخرين، حيث أسفر العنف عن تعليق الدراسة وقطع الطريق الدولي الواصل بين عمان والعقبة من قبل عشائر الحويطات الموجودة في مدينة الحسينية، الذين احتجوا على مقتل أبنائهم من قبل شباب من مدينة معان بسلاح رشاش، ولم يلق القبض عليهم حتى الآن. قطع طريق دولي الأمن لم يستطع حتى ظهر أمس من فتح الطريق الدولي الذي يصل الأردن بالسعودية، حيث أصيب طالب سعودي اسمه عطالله العمراني بكسور في يده، وقامت السفارة السعودية في عمان بمتابعة وضعه الصحي ونقله للعلاج في عمان، ويذكر أن عدد الطلبة السعوديين في الجامعة حوالي ثمانين طالباً في جامعة الحسين. عديد من الاجتماعات عقدت خلال الأيام القليلة الماضية بين وجهاء العشائر، للوصول إلى اتفاق ينهي إغلاق الطريق الدولي إلا أن هذه الاجتماعات باءت بالفشل، حتى وصل وزير الداخلية حسين المجالي إلى معان ومدينة الحسينية أمس برفقة وفد أمني رفيع وتم الاتفاق على فتح الطريق وتسليم الجناة لقبضة الأمن وتم إيداعهم للقضاء. نقاشات في قبيلة الحويطات المعارضة الأردنية دخلت على خط الأزمة في محاولة لتفكيكها، وقدم المعارض الأبرز على الساحة الأردنية المهندس ليث شبيلات واجب العزاء في مدينة الحسينية التي يقطنها أبناء قبيلة الحويطات، واتصل برئيس الوزراء عبدالله النسور من بيت العزاء لحثه على عدم البقاء بموقف المتفرج على الوضع في المنطقة. نقاشات جادة تباحث فيها شيوخ قبيلة الحويطات، وهم يتفاعلون مع المسألة تمركزت حول مسألة واحدة عملياً، وتتمثل في معرفة الأشخاص الذين أطلقوا الرصاص داخل حرم الجامعة من سلاح رشاش فقتلوا أربعة أشخاص. وكان أحد الطلبة وخلال يوم مفتوح للنشاط الجامعي قد تعرض للضرب والملاحقة من أشخاص من مدينة معان، فلجأ إلى خيمة لأبناء الحويطات بهدف حمايته قبل أن تنشب مشاجرة جماعية ويطلق أحد المجهولين رصاصاً عشوائياً انتهى بأربعة قتلى ونحو 25 مصاباً. وأسفرت زيارة وزير الداخلية حسين المجالي إلى محافظة معان أمس، عن اتفاق مع قبيلة الحويطات يقضي بوقف جميع مظاهر الشغب وقطع الطرق، مقابل تعهد الحكومة بالقبض على المتورطين في مشاجرة جامعة الحسين التي راح ضحيتها أربعة مواطنين. وشدد المجالي على التزام وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بملاحقة المتورطين في مشاجرة الحسين وتسليمهم للعدالة. أيادٍ خارجية من جهتهم، شدّد وجهاء عشيرة الحويطات على تنفيذ شرطهما الأساسيين مقابل التهدئة، وهما تحديد هوية مرتكبي جرائم القتل في الجامعة، والإفراج عن أبنائهم المعتقلين على خلفية الاحتجاجات ولم يثبت تورطهم فيها. وكانت محافظة معان قد شهدت حالة من التوتر والشغب وقطعاً للطرق تخلله إطلاق نار وإشعال إطارات مطاطية وإعطاب لمحولات الكهرباء في الأحياء الشمالية لمدينة معان والحسينية والجفر، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في المحافظة. رئيس الجامعة الأردنية خليف الطراونة ألمح إلى أن ما يحدث في الساحة الأردنية من أحداث شغب وعنف في الجامعات ما هو إلا دليل على تورط أيادٍ خارجية بالساحة الأردنية في محاولة لإثارة المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي. ويجمع مراقبون على أن ما تمر به الأردن من أحداث عنف سواء في الجامعات أو المجتمع ككل إنما هو من تدبير أيادٍ خارجية تهدف للعبث بأمن البلد.