امتنع الطلاب السعوديون من منطقة تبوك, الذين يدرسون في الجامعات الأردنية, عن الذهاب إلى جامعاتهم بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة معان الأردنية, وقطع الطريق الدولي الذي يربط بين منفذ المدورة الأردني ومحافظة معان, وخشية الطلاب السعوديين سواء الذين يدرسون في المعاهد أو الجامعات الأردنية من العودة نهاية الأسبوع إلى تبوك, أو طلاب الدراسات العليا "الماجستير والدكتوراه" الذين تخصص لهم الجامعات الأردنية محاضراتهم ولقاءاتهم مع الأساتذة يوم الخميس, من الذهاب إلى الأردن . وقالت مصادر ل"سبق" في منفذ حالة عمار إن معظم الطلاب السعوديين, الذين يدرسون في الجامعات الأردنية, والذين كان يكتظ بهم المنفذ يوم الأربعاء أسبوعياً, امتنعوا عن الذهاب إلى الأردن هذا الأسبوع بسبب أحداث الشغب في مدينة معان, كما أن الطلاب الذين كانوا يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع من أبناء تبوك في وطنهم, فضلوا البقاء في الأردن, مشيراً إلى أن قطع الطريق الدولي من قبل مثيري أحداث الشغب, جعل الطلاب السعوديين يرفضون الذهاب إلى جامعاتهم أو قضاء يومي الخميس والجمعة بين أهلهم, لأنهم سيسلكون في رحلاتهم الطريق الدولي بين "المدورة" و"معان" والذي وقعت عليه الأحداث, وقال أحد الطلاب السعوديين القادمين من الأردن إن دوريات أمنية أردنية رافقت سياراتهم هو وزملاؤه حتى أوصلتهم إلى المنفذ . وأشارت المصادر إلى أن أكثر من مائتي سعودي ممن يستكملون الدراسات العليا في جامعة الحسين وبعض الجامعات الأردنية رفضوا السفر إلى الأردن أمس واليوم, حتى تهدأ الأحداث . هذا وقد قال موقع "زاد الأردن" إن الهدوء النسبي عاد إلى مدينة معان أمس, بعد أن فرضت قوات الدرك وجودها داخل المدينة وخارجها ووسطها؛ لمنع تجدد أعمال الشغب التي اندلعت يوم الإثنين الماضي, وطالت عدداً من المحال التجارية وبعض الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية. ولكن ما يزال الترقب يسود المدينة لمعرفة حالة مصابين اثنين لا يزالان يتلقيان العلاج في أحد مستشفيات عمان تحت حراسة أمنية، بعد أن غادر المصاب الثالث المستشفى. وكانت مشاجرة نشبت بين عمال من أبناء البادية الجنوبية, وزملاء لهم من أبناء مدينة معان, في منطقة الشيدية بمحافظة معان أسفرت عن وقوع قتيلين وثلاث إصابات، والعثور على جثة سائق على الطريق الدولي لاحقاً يعتقد أن مقتله ذو صلة بالأحداث. وقال مدير شرطة محافظة معان العميد عارف الوشاح إن الأجهزة الأمنية في المديرية تقوم حالياً بتنفيذ حملة أمنية واسعة في المحافظة لإلقاء القبض على المتورطين في أحداث الشغب وأعمال التخريب والاعتداء التي وقعت على الممتلكات العامة في المدينة عقب اندلاع المشاجرة. وفيما أكد الوشاح أن الحملة الأمنية أسفرت عن إلقاء القبض على أكثر من 21 شخصاً مطلوباً من مدينة معان ومناطق الحسينية والمريغة. من جهته أكد مصدر أمني مسؤول أن فرق الاعتقال الاستخباراتية والعملياتية التي شكلها مدير الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي لدى زيارته إلى معان أول أمس، قد واصلت حملات المداهمة والاعتقال التي شملت حتى مساء أمس نحو 40 شخصاً، 20 منهم قبض عليهم في منطقة المريغة وبعض مناطق البادية الجنوبية، إضافة إلى 20 آخرين تم القبض عليهم داخل المدينة، وجميعهم من مثيري الشغب.