محمد السعيدي رغم تأكيد أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى في مكةالمكرمة الدكتور محمد السعيدي، على أن الرواية تقدم رسالة سامية، إلا أنه شدد على أن الكاتب الروائي «آثم» على حبكته الشخصية الخيالية في الرواية المكتوبة بنزعة شريرة، أو تفننه في الخوض بمشاهد الرذيلة دون ذمّ لها أو انتقاد جوانب الشر الكامنة في حبكة الشخصية أو سقوطها في مشاهد الفسق. وقال في حديث ل«الشرق»: عندما يقدم الروائي الشخصية السيئة في سياق درامي يرفع من شأنها ويجعل القراء يتعاطفون معها فإنه «آثم» على ذلك، لأن تصرفه هذا عبارة عن تزيين للباطل، وإذاعة للشر. وأدرج السعيدي، في «الإثم» الذي يتحمله الروائي، مشاهد الرواية المتخيلة، التي تتضمن مشاهد تفنن الروائي في وصف المنكرات من مشاهد الرذيلة ومجالس الباطل، مشيراً إلى أن ذلك من تزيين المنكرات وتقديمه محسناً للقارئ، ومحاولة لإشاعة الفاحشة. لكنه استبعد اعتبار كاتب الشخصية عاملا بما كتبه، أو أن تقام الحدود الشرعية عليه، أو محاكمته شرعاً، أو أن يعامل معاملة المرتكب والمقترف لها، وقال: لا يمكن حمل الشخصية وما بها وكأنه مقترف الذنب وتجب عليه إقامة الحدود الشرعية، إلا أنه آثم بحسب مقاصده ورغبته عند حبكه الشخصية والمشاهد الروائية. وعد السعيدي فن الرواية رسالة سامية في نشر قيم الخير والحق والعدالة والمحبة، وذلك عن طريق تصوير جوانب مثالية في المجتمع لإشاعتها ونشرها، وتصوير الجوانب السيئة في المجتمع، وإبراز سلبياتها، والعمل على نقدها. وأوضح أن الحالة التي لا يأثم الروائي فيها عند حبكة صراع الخير والشر بين شخصيات الرواية عند تقديمها للقراء في سياق ينبذ الشر وينقده ويُظهر أثره السَيِّئ على نفسه وعلى المجتمع، معداً ذلك من مسؤوليته التربوية، وتجب عليه الإحاطة بها بشكل جيد. يوسف المحيميد من جانبه، رفض الروائي يوسف المحيميد محاسبة الروائي على الشخصيات، واعتباره مرتكباً لإثم أو ذنب يستوجب عليه التوبة والاستغفار مما كتبه. وقال: الروائي مبدع وليس مفكراً، وحينما يكتب المفكر وجهة نظر فكرية عن المجتمع فهي تمثله، لكن عندما أكتب الرواية لا تعنيني حتى لو رسمت أنا الكاتب شخصية جريئة أو متحررة أو رجلا ثائرا أو إرهابيا، ومن غير المقبول محاكمة الروائي على شخصياته، والتفكير في محاكمته، مستشهداً بشخصية القاتل الذي يتلذذ بالقتل في الرواية، فهذا لا يعني أن الكاتب السارد المستقل يتلذذ بالقتل. وأوضح أن الروائي سواء قدم حبكته الدرامية للشخصية الروائية كرجل زاهد أو قاتل، هو ينطلق من مخيلته، التي تتسع لاستيعاب جميع الشخصيات المتنوعة في المجتمع، وعندما يقرر الكتابة عن شخصية قاتل، سوف يسرد الشخصية بشكل دقيق ويتحدث عن تفاصيل الجريمة. وأشار المحيميد إلى أن الروائي يقدم عملا تخيليا وليس حقيقة مطلقة، ويحاول أن يكتب الواقع، لكن ليس هو الواقع تماما، لكنه يصنع واقعه الخاص، وهو واقع موازٍ لواقعنا، وما يقدم من أحداث ليست بالضرورة الوقائع التي حدثت في المجتمع، وعند استناده لحادثة تاريخية سواء كانت حادثة «حرب أو ثورة» ثابتة ليس مطلقا بأن الشخصيات حقيقية وشاركت في هذه الحقائق. وتابع «المجتمع منوع، وحينما تنقل هذا التنوع إلى الرواية، لا يمكن محاسبتي وتجبرني على انتقاء شخصية دون أخرى. الروائي حر فيما يختار من شخصيات مجتمعه، وعندما يتناول شخصيات غير سوية يكشف المجتمع ويعريه، ويقوم بمعالجته بطريقة الكشف». ولفت المحيميد إلى أن الروائي لا يمكن أن يكون واعظاً، ويحول خطابه الفني إلى الوعظ، وغير مستساغ أو مقبول فنياً أن ينوه في نهاية الرواية إلى أن الشخصية منحرفة وتهدد المجتمع، مشيراً إلى أنه كلما كان الروائي مقنعاً تماماً في تقديم الشخصية، بغض النظر عن سماتها، قدم عملاً روائياً متكاملاً. سيدة تطالع غلاف رواية في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق)