تحدثت في أكثر من مقال عن أهمية الرياضة للشباب ودورها الحيوي في تقليص العطالة وإشغال الشباب مع فتح آفاق جديدة لمستقبلهم فيما بعد. وكان نفس الموضوع مع التركيز على تأثير الرياضة على الاقتصاد هو محور ورقة العمل التي قدمتها في دبي الشهر الماضي ضمن فعاليات «ملتقى الرياضة والسلام». يهدف الملتقى إلى ربط الرياضة بالسلام وتنشئة الأجيال بطريقة فكرية صحية، ونوقشت خلاله محاور عديدة، منها الاجتماعي ومنها الأمني ومنها الاقتصادي. واليوم أحضر معي مقتطفات من كتاب شيق بعنوان «الرياضة في مواجهة الجريمة» صادر عن «شرطة دبي»، فإليكم هذه المعلومات: في عام 1999، قامت الجهات الأمنية بالبرازيل بالمشاركة مع التربية والتعليم في تنظيم أنشطة رياضية للشباب خلال الفترة من الساعة 11 ليلاً وحتى الساعة 2 صباحاً، وهي الفترة التي لوحظ خلالها زيادة انتشار الجريمة في تلك المنطقة. في عام 2006 أجريت دراسة مسحية على أكثر من 600 طالب من كاليفورنيا في عمر 12-17 سنة، وجد أن الأطفال الذين لا يخضعون للإشراف 3 أيام في الأسبوع أو أكثر يتضاعف انضمامهم للعصابات ويزيد سلوكهم الإجرامي بواقع ثلاث مرات. في مصر تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع إحدى المشكلات الكبرى ووفقاً لتقرير الهيئة العامة لحماية الطفل فإن أعدادهم وصلت في عام 1999 إلى 2 مليون طفل وفي تزايد مستمر، وكانت نسبة السرقة 56% والتعرض للتشرد 16.5% والتسول 13.9%. لم أطلع على دراسات مماثلة أو مشابهة خاصة بالمملكة العربية السعودية، لكن من المؤكد أن المراكز الرياضية والمنشآت الترفيهية المفيدة والمعقولة التكلفة غير حاضرة لدينا بشكل كافٍ، وخاصة للطبقة المتوسطة مما يجعل إشغال الشباب فكرياً وبدنياً أمراً عسيراً. في الأسبوع المقبل سأتحدث عن الأثر الاقتصادي للرياضة في دول العالم.