رصدت «الشرق» لقاءً خاصاً في الرياض جمع سفير سوريا السابق، المنشق نواف الفارس، وهو الآن لاجئ سياسي في قطر، بالشيخ عدنان العرعور المقيم في المملكة وأحد أبرز الوجوه المعارضة لنظام بشار الأسد. تم اللقاء بين الفارس والعرعور خلال الزيارة التي قام بها الأول للمملكة لأداء مناسك العمرة، وشهدته إحدى الاستراحات شرق العاصمة الرياض، ودار بينهما حديثٌ تخلله توجيه السفير عتاباً للشيخ على بعض تصريحاته التى أدلى بها عقب انشقاقه متهماً إياه بالضلوع في مجزرة حماة 1982. وقدم الفارس عدة أدلة تنفي تورطه في تلك المجزرة وتؤكد أنه لم يكن في محافظة حماة خلال تلك الفترة، وتوصل الطرفان إلى صيغة تفاهم تمكنهما من تجاوز أحداث حماة والانطلاق لدعم المعارضة السورية في الداخل دون الالتفات إلى مكانة أو صفة عمل مع معارضة الخارج، إذ اعتبرا أن العمل الحقيقي هو ما يقوم به الثوار في الداخل وهو ما يستوجب دعمهم بالمال والسلاح. ويشتهر عدنان العرعور بدوره الإعلامي في تغطية الاحتجاجات السورية، وهو رجل داعية سني وُلِدَ في حماة 1948 ويعود نسب أسرته إلى شمال الجزيرة العربية، وتحديداً إلى المزارعة من قبيلة عنزة، وهو يقيم في الرياض ويعمل مديراً علمياً للبحوث والنشر، وخصص برنامجاً تلفزيونياً لمتابعة تطورات الأزمة السورية ولتشجيع السوريين على التظاهر، كما دعا المتظاهرين إلى إطلاق التكبيرات من أسطح المنازل في الليل، الأمر الذي لقي تجاوباً كبيراً في عددٍ من المدن السورية. أما السفير المنشق نواف الشيخ فارس الجراح، فهو رجل ذو خلفية عسكرية وأمنية قوية، وفسّر عددٌ من المحللين السياسيين انشقاقه بأنه دليل على تنامي اليأس داخل نظام بشار الأسد وعلامة أخرى على أنه يفقد قبضته على السلطة. وُلِدَ الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي إلى عشيرة الدميم التي تشكل جزءاً من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق سوريا، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والأردن وشمال المملكة. حصل الفارس على إجازة في الحقوق قبل أن يدخل كلية الشرطة ويتخرج فيها ضابطاً، عينه بشار الأسد في 2008 سفيراً لسوريا في بغداد التي شهدت انشقاقه عن النظام السوري والانضمام إلى الثورة.