لقد أحسن القائمون على المؤتمر الدولي للتعليم العالي صنعاً بجعلهم شعار المؤتمر «المسؤولية الاجتماعية للجامعات». على الرغم من وجود ما يقرب من 40 جامعة حكومية وخاصة في المملكة. إلا أن دورها الاجتماعي مازال محدوداً بسبب انشغالها بمتطلبات وهموم التعليم الأكاديمي مع أهمية التفاعل مع المجتمع من حولها كما ينص عليه نظام الجامعات السعودية. وقد ذكرت في مقالة «جامعاتنا تصنع شركاتنا» أن تأسيس الجامعات لشركات جديدة وتقديم برامج لتنمية المجتمع أهم مؤشرين لقياس أدائها. أهم ما يمكن أن تقوم به الجامعات من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية إدراج المسؤولية الاجتماعية في هيكلتها، نشر الثقافة والدراسات العلمية في القضايا الأكثر إلحاحاً التي يحتاجها المجتمع مع ضرورة تخليصها من التعقيد الأكاديمي ليتم استيعابها من أكبر شريحة ممكنة، تقديم برامج توعوية وتثقيفية للمجتمع بطريقة علمية لحمايته من الشائعات في أوقات الكوارث والطوارئ (مثل تقديم معلومات حقيقية عن أخطار الزلازل دون تهويل أو تهوين)، دعم كراسي البحث العلمي مع التركيز على الدراسات والأبحاث الأكثر التصاقاً بحاجة المجتمع، ترسيخ القيم الصحيحة في المجتمع (وقد تكرر ذلك في المحاضرات التي تم تقديمها في مؤتمر التعليم العالي الأخير)، التعاون مع الجامعات العلمية الكبرى التي لديها خبرة في برامج خدمة المجتمع، إقامة علاقات متينة بين مؤسسات المجتمع المختلفة وبين الأكاديميين والطلبة في الجامعات، وأخيراً دعم وتفعيل الجمعيات العلمية لتكون قادرة على تحقيق أهدافها في نشر الفكر العلمي ودعم البحوث والدراسات وإقامة المؤتمرات و ورش العمل والبرامج العلمية المجتمعية.