بدا الاقبال على صناديق الاقتراع في انتخابات مجالس محافظات العراق أمس ضعيفاً إذ لم يتجاوز 20% بحسب تقديرات مستقلة. بدورها أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عصر أمس، إغلاق المراكز الانتخابية في جميع المحافظات المشاركة بالاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات بعد عشر ساعات من افتتاحها، وأكدت ان عمليات العد والفرز ستبدأ بعد إغلاق المراكز بالكامل، وقال مدير الدائرة الانتخابية في المفوضية، مقداد الشريفي إن «المفوضية قررت إغلاق الصناديق في الموعد المقرر، وهو الساعة الخامسة عصراً». وأضاف الشريفي أن «المفوضية قررت عدم تمديد موعد الإغلاق، لكن المراكز التي توجد فيها طوابير للمقترعين ستبقى مفتوحة لحين انتهاء تلك الطوابير وإدلاء الناخبين المنتظرين فيها بأصواتهم». وتجري العادة أن يتم عد وفرز صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية المنتشرة في المدن والأقضية والأرياف بحضور المراقبين من الكتل السياسية، ومن ثم تسجل الأصوات وتقيد في سجل وبعدها تعاد كل استمارة إلى صندوقها الأصلي ويختم بأختام جديدة مرقمة وترسل الصناديق إلى مركز العد والفرز الرئيس في بغداد من أجل إعادة العملية وبحضور المراقبين أيضاً. وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في الساعة السابعة من صباح أمس، مع إقبال قليل للناخبين على مراكز الاقتراع، لكنه ازداد مع تقدم الوقت. وقال رئيس الحكومة نوري المالكي إن مشاركة العراقيين في الانتخابات رسالة لأعداء العملية السياسية، ورسالة طمأنة بأن العراق بخير، وأن شعبه مصمم على ممارسة هذه التجربة الديمقراطية. وأكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر «أن الديمقراطية والانتخابات توءم، والانتخابات لايمكنها لوحدها حل المشكلات، داعياً النساء والرجال والشباب خصوصاً إلى الانتخاب. مسنة عراقية بعد الإدلاء بصوتها في الانتخابات أمس (أ ف ب) وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حضرته «الشرق» قال كوبلر»إن قتل المرشحين غير مقبول، ولدي انطباع أن الأوضاع الآن أفضل في بغداد، وكل مرشح وكل ناخب لا بد أن يكون بعيداً عن أي تخويف، وأن الديمقراطية لن تتم بليلة وضحاها، وأن تكون الانتخابات أفضل من سابقتها». وحول مخاوف من التزوير، قال كوبلر «سمعت قبل الانتخابات عن التزوير، وطلبت من الزملاء التدقيق في الأدوات الخاصة لعدم التزوير». وقال إنه اجتمع برئيس القسم المختص وأبدى استعداده للنظر في الشكاوى. إلى ذلك، قال رئيس الدائرة الانتخابية مقداد الشريفي خلال المؤتمر إنه تم رصد خروقات عدة أثناء الاقتراع الخاص، الأمر الذي دفع بالمفوضية إلى إلغاء أصوات عدد من الناخبين، فضلاً عن تغريم أحد المرشحين مبلغ خمسين مليون دينار عراقي بعد أن قام باقتحام أحد المراكز الانتخابية. بدورها اتهمت النائبة عن القائمة العراقية ندى الجبوري جهات معينة بمنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع في عدد من مناطق العاصمة بغداد. ودعت «الجهات التي تحاول التلاعب بسير العملية الانتخابية ومنع المواطنين من الوصول إلى صناديق الاقتراع إلى عدم التدخل في سير الانتخابات». وأضافت «كنا نتمنى ألا يحدث هذا الأمر كما حدث في الانتخابات السابقة، لكن يوم الانتخابات لا يخلو من التلاعب، فهناك جهات لا تريد من الناخبين في بعض المناطق المجيرة لقوائم معينة أن تنتخب لكي يقللوا نسبة الناخبين فيها». وكانت القوات الأمنية قد واصلت استنفارها في عموم بغداد إلى أقصى حالته عشية الانتخابات، وكادت الشوارع تخلو من السيارات والمارة فضلاً عن قيام القوات الأمنية بوضع نقاط تفتيش. يأتي ذلك في وقت أشارت فيه مصادر وزارة الداخلية إلى ارتفاع عدد ضحايا عملية التفجير التي استهدفت مقهى شعبياً في العامرية إلى نحو 100 شخص بين قتيل وجريح.