تحاول قوات الأسد لليوم الخامس على التوالي اقتحام حي الفضل في جديدة عرطوز بريف دمشق، وتدور اشتباكات عنيفة على أطراف الحي بين الجيش الحر وقوات الأسد، فيما تقصف قوات الأسد الحي بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقال عمر الجولاني الناطق الإعلامي في منطقة القنيطرة وريفها ل»الشرق»: إن عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من مائة معظمهم من المدنيين، وأن بعضهم قُتل نحراً بالسكاكين وحرقاً، وأن إعدامات ميدانية تجري بحق أسر بكاملها، بينما سجل إصابة نحو 600 جريح جراء عمليات القصف المركزة على الحي، منوهاً إلى انتشار الجثث في الطرقات وعدم القدرة على سحبها بسبب انتشار القناصة وإطلاقهم النار على أي شيء يتحرك، في حين يشهد الحي حركة نزوح كبيرة للأهالي تحت وابل من القذائف العشوائية. وأضاف الجولاني أن الحي الذي يأوي عدداً كبيراً من النازحين من مناطق أخرى ويصل عدد سكانه إلى 150 ألفاً، يعاني من نقص كبير في الغذاء والماء والمواد الطبية والكادر الطبي، خاصة بعد أن استهدفت الصواريخ والقذائف النقطة الطبية الوحيدة المزدحمة بالجرحى، كما أغلق المخبز الوحيد وقطعت الماء تماماً بعد أن سيطر النظام على وحدة المياه بالكامل منذ خمسة أيام وقطعت الكهرباء والإنترنت والاتصالات عن جديدة عرطوز كلها وسط حالة ذعر كبيرة بين المدنيين تخوفاً من ارتكاب مجازر أخرى. وأكد الجولاني أن كتائب الجيش الحر في الريف الغربي للقنيطرة وريف دمشق بدأت بمهاجمة قوات النظام التي تحاصر الحي في سعيها لفك الحصار عن حي الفضل، ودمرت حاجز «دروشا» بشكل كامل، كما هاجمت حاجز الشرطة العسكرية عند مفرق عرطوز، واستهدفت بالقصف الفوج 100 الذي يستخدمه النظام لقصف بلدة دروشا وعرطوز. إلى ذلك، أفاد ناشطون أن حاجز الدرخبية مازال محاصراً من الجيش الحر، بينما تتعرض البلدة لقصف عنيف من كتائب الفرقة السابعة بالحسينية ودبابات حواجز زاكية واللواء 75 والفوج 165 بتل الثعالب وسرايا الصراع والفوج 100 وفوج الحرس الجمهوري المجاور، وسجَّل يوم أمس فقط سقوط أكثر من 150 قذيفة مدفعية، وأكثر من 150 صاروخاً على منازل المدنيين، ما أسفر عن استشهاد عشرة مدنيين وأكثر من ثلاثين جريحاً، مع أن بلدة الدرخبية لا يتجاوز عدد سكانها الستة آلاف نسمة.