الأمير مشعل بن عبدالله نجران – علي الحياني د. الحبيب: يعيش الطفلان خوفاً نفسياً.. ووجودهما سوياً يحسِّن حالتيهما تكفل أمير منطقة نجران مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، بسداد إيجار السكن الذي يضم أسرة المواطن محمد بن سالم آل منجم، والد الطفل يعقوب، والمقيم التركي يوسف أحمد جوجا، والد الطفل علي، لمدة عامين اعتباراً من نهاية العقد السابق، ليُكملا علاجهما النفسي في هذا السكن. وقد شغلت قصة الطفلين يعقوب وعلي وسائل الإعلام، حيث تم تبديل الطفلين في حضانة مستشفى الملك خالد قبل ثماني سنوات، ليتم تسليم الطفل التركي لأسرة سعودية، فيما سُلِّم الطفل السعودي لأسرة تركية، وبعد مضي أربع سنوات من أعمارهما واتضاح ملامح الشبه قام التركي يوسف جوجا بعمل فحوصات الحمض النووي DNA في تركيا، ليكتشف أن الطفل الذي معه وقد أسماه يعقوب لا يمت له بصلة، ما دفعه للعودة للمملكة العربية السعودية للبحث عن ابنه الحقيقي، وبعد مراجعته وزارة الصحة وإحضاره التقارير الطبية من تركيا التي تفيد بأن الطفل الذي معه ليس ابنه وأنه من مواليد السعودية، تم التوجيه للمستشفى بالبحث عن الأطفال الذين كان قد تم إنجابهم في ذلك اليوم، وبعد الاشتباه في أحد الأطفال، وبعد التحليل للطفلين وأبوي الأسرتين اتضح أن الطفل المسلم للعائلة السعودية تركي الأصل، وبعد اكتشاف الخطأ الذي حدث أثناء تسليم الطفلين تم تسليم كل طفل لأسرته الحقيقية، ولكن الأمر لم يكن سهلاً للتعب النفسي الذي مرَّت به الأسرتان. وفي شهر مارس لعام 2009 أصدرت المحكمة الكبرى في منطقة نجران صكاً شرعياً يثبت نسب الطفلين الصحيح. وأوضح والد الطفل يعقوب محمد بن سالم آل منجم، أنه تلقى هو والتركي يوسف جوجا والد الطفل علي، مكرمة من أمير نجران، كانا في أمسِّ الحاجة إليها، وقال آل منجم «بادرنا الأمير مشعل بن عبدالله بهذه المكرمة غير المستغربة، وأسأل الله أن يوفقه لكل ما فيه خير وصلاح»، مشيراً إلى ان ابنه التركي «علي» يوجد حالياً في تركيا وسيعود لنجران فور الانتهاء من العام الدراسي في تركيا ليكمل هو والطفل يعقوب علاجهما النفسي. من جهته، أكد الدكتور النفسي المتكفل بعلاج الطفلين طارق الحبيب، أنه لابد أن يبقى الطفلان سوياً حتى يتمَّا فترة علاجهما النفسي، مشيراً إلى أن الطفلين يعيشان حالياً شعوراً بالخوف النفسي الداخلي، لإحساسهما بأن الأم المربية لكل منهما هي الأحنّ عليه، وشدّد الحبيب على ضرورة إفهام الطفلين أن مربية كل منهما هي أمه أيضاً ولكنها ليست الحقيقية، مؤكداً أن هذا سيساعد كثيراً في تقدم مرحلة علاجهما، وسيزيد من استقرارهما النفسي. الطفل السعودي «يعقوب» الطفل التركي «علي» (الشرق)