صححت المحكمة العامة في منطقة نجران أمس نسب الطفلين علي ويعقوب اللذين أدى خطأ في مستشفى الملك خالد في نجران إلى تبديل عائلتيهما قبل نحو خمسة أعوام، إذ قرر القاضي أحمد الغامدي إعادة نسب علي الذي يعيش عند عائلة سعودية إلى عائلته التركية ويعقوب الذي يعيش عند عائلة تركية إلى عائلته السعودية. وتعتزم الأسرتان بعد تسلمهما صك إثبات النسب رفع دعوى ضد وزارة الصحة السعودية، لأنها تسببت في هذا الخطأ بحسب والدي الطفلين السعودي محمد آل منجم والتركي يوسف جوجا اللذين وكّلا محاميين لمتابعة القضية. وقال المحامي كاتب الشمري الموكل من الأسرة التركية ل «الحياة»: «عند استلام صك إثبات النسب سيتم مباشرة رفع دعوى للتعويض المادي والأدبي الذي لحق بأسرة يوسف جوجا بسبب الخطأ الطبي الجسيم من وزارة الصحة ممثلة في المستشفى الذي تمت فيه الولادة قبل أكثر من خمسة أعوام». وعلى رغم صدور قرار إثبات نسب الطفلين إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد ولا يتوقع أن ينتهي قريباً نظراً لتعلق كل من الطفلين بالعائلة التي نشأ فيها، إذ لا تزال محاولات تعليم كلا الطفلين لغته الأم تسير ببطء على رغم أن الأسرتين مكثتا في تركيا ثلاثة أشهر إلى جوار بعضهما البعض على أمل أن يتعود كل من الطفلين على أسرته الأصلية إلا أن الفشل كان حليفهما لإصرار علي ويعقوب على النوم لدى الأم التي ربته منذ ولادته. وقال محمد آل منجم ل «الحياة» أمس: «قرار إثبات النسب لا يعني بأي حال من الأحوال خلال الفترة الحالية وعلى مدى فترات مستقبلية أن تتسلم كل أسرة ابنها الحقيقي، لأن الأمر لن يتم بسهولة». ووافقه في ذلك الأب التركي يوسف جوجا. وعزا كلاهما ذلك إلى تعلق كل أسرة بالابن الذي ربته. وذكر آل منجم وجوجا أن والدتي الطفلين لم تستطيعا النوم ليل أول من أمس بعد إبلاغهما بموعد إثبات النسب، إذ اعتقدتا أن الطفلين لن يعودا إليهما، ما جعلهما تعيشان ليلة حزينة للغاية، وتمسكت كل منهما بالطفل الذي ربته وأكدتا أنهما لن تحتملا فراق الطفلين. وكانت وزارة الصحة كلفت فريقاً نفسياً واجتماعياً لتأهيل الطفلين تدريجياً، واستأجرت سكنيين متجاورين نقلت إليهما الأسرتين. وزارهما الفريق ضمن برنامج التأهيل إلا أن النتائج بحسب الأسرتين لم تحقق الهدف المطلوب، ما يجعل الأمر يحتاج إلى جهد أكبر ومكثف لتحقيق نتائج تخفف الضغوط النفسية على الأسرتين خصوصاً والدتيهما. يذكر أن مشكلة الطفلين حدثت قبل نحو خمسة أعوام حين أنجبت سيدتان سعودية وتركية طفلين في مستشفى الملك خالد في نجران، وحدث خطأ فسلم الطفل التركي (علي) إلى أسرة محمد آل منجم، والطفل السعودي (يعقوب) إلى عائلة التركي يوسف جوجا، ولم يكتشف الخطأ إلا قبل أشهر فقط، عندما أثبتت نتائج تحاليل الحمض النووي التي أجراها جوجا في بلده - بعدما شك في اختلاف لون بشرة ابنه - وجود خطأ، فعاد إلى السعودية وأبلغ الجهات المعنية التي حصرت الأطفال الذين وُلِدوا في تلك الفترة في مستشفى الملك خالد، وتبين بعد التحاليل أن الخطأ حدث مع طفل من عائلة سعودية.