أكد سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن العالم الإسلامي يمر بتحديات كثيرة ، ومؤامرات عديدة تكون من أعداء صريحين ، أو من بعض المنتسبين إليه ممن يريدون لهذه الأمة الشر والبلاء. ودعا الأمة جميعاً أن تكون يقظة حذرة من كل مكائد أعدائها ، مبينًا أن المملكة مأوى أفئدة المسلمين فهي دائماً تقف مع أمة الإسلام ، ومع العلماء ومع دعاة الإسلام بتضميد الجراح ، ومد العون والتأييد لكل موقف شريف ، وأن هذه البلاد لا تزال دائماً وأبداً داعمة للمسلمين في كل أمورهم مضمدة جراحها ، ساعية لجمع كلمتهم ، وتوحيد صفوفهم هذا موقفها الذي تسير عليه ، وهذا معروف لدى كل المسلمين. جاء ذلك خلال حفل الغداء الذي أقامه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم تكريماً لفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، والوفد المرافق له , الذين يزورون المملكة حالياً , وذلك بفندق انتركونتيننتال بالرياض. وقال سماحته : إن” إتباع كتاب الله الكريم ، وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيهما العصمة من كل بلاء والخلاص من كل مكروه قال تعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )) ، فالعقيدة الصحيحة المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أساس إخلاص الدين لله ، وتوحيد الله في عبادته ، ووصفه جل وعلا بما يليق به من صفات الكمال والجلال ، وتنزيهه عما لا يليق به من العيوب والنقائص ، كل أصول هذه العقيدة التي فطر الله عليها عباده ، بعث بها أنبياءه ورسله ، فعلماء الأمة هم الذين يخلصونها من هذه البدع والضلالات ، علماء الأمة عليهم مسؤولية كبيرة لأن علمائها هم ورثة الأنبياء كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الأنبياء لم يخلفوا ديناراً ولا درهماً ولكن خلفوا العلم ) فعلماء الأمة الصادقون هم المؤهلون لتوعية الأمة ونصحها وإرشادها والأخذ بأيديها لما فيه الخير والصلاح”. وأكد سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن علماء الأمة كلما ازدادوا بصيرة في الأرض وكل ما كانوا على وعي سليم من أن أعداء الإسلام يريدون الإفساد والبلاء ، أن يفرقوا شملها وأن يمزقوا وحدتها ، وأن ينشروا بينها عقائد وأراء شاطة بعيدة عن الهدى لا علاقة لها بشرع الله ولكنها دعاية مظللة ليفسدوا من خلالها بنيان هذه الأمة وإبعادها عن كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم فلنكن على حذر من ذلك ، ولنكن متمسكين بالكتاب والسنة بعيدين عن كل الآراء الشاطة التي تريد إقصائنا عن ديننا ، وتبديد شملنا وجعلنا نتعلق بأشياء لاحقيقية لها ولا معنى لها. وأضاف سماحة مفتي عام المملكة: ” إن امتنا اليوم بأمس الحاجة إلى علمائها ، فعلماء الأمة كل ما توحدت كلمتهم ، وتوحد اتجاههم وعرفوا الواقع الأليم الذي يحيط الأمة سعوا بتخليصها بكل اجتهادات فلا يغتروا بأي دعايات مظللة من أناس يدعوا الإصلاح ويتظاهروا بالإسلام ولكن عقائدهم ، وأرائهم التي ينشرونها هي بعيده كل البعد عن الكتاب والسنة هؤلاء يجب أن نكون على حذر منهم ، يجب أن ننشر الوعي الصحيح بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إننا ندعو إلى نشر الحق وتبيين الحق والهدى لمن يريده لأن المؤمن مرجعه وما انتهى إليه هو كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى :(( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) ، فالأمة تمر بظروف حرجة لا مُخلص لها إلا العودة إلى كتاب ربها ، وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ثم إلى علمائها الذين فقهوا في دين الله ، وعرفوا الحق من الباطل ، وميزوا الصحيح من الضعيف ، والحسن من القبيح ، ونشروا دين الله بعدل وإيمان وإخلاص وصدق ، فالأمة بأمس الحاجة إلى الوعي الصحيح ، إن علماء الأمة هم القدوة الصالحة الذين على أيديهم ينهض الحق بتوفيق الله”. وأكد سماحته في ختام كلمته أهمية أن يقوم الأزهر بدوره الفعال في جمع كلمة الأمة ، وتوحيد صفها على أساس الكتاب والسنة والتمسك بها الحقيقي الذي لا كدر فيه ، يجب أن نحذر من أناس سعوا لإقصاء الأمة عن دينها ، وإبعادها عن تعاليمها مهما ادعوا أنهم ينصحون ، أو أنهم يجمعون ، أو أنهم يريدون التقارب مع الآخرين إذا نظرات في أفكارهم البعيدة وجدت أنهم لا يريد التقارب ولكن يريدوا أن يفرضوا على الأمة واقعاً مريراً بعيداً عن المنهج الصحيح ليجعلوه أمراً واقعياً فيجب علينا أن نقف موقفا مشرفاً موقفاً ندعو فيه إلى الحق ونُحذر به من الباطل . وكان معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قد ألقى كلمة في بداية الحفل رحب فيها بالجميع ، وقال :” إننا جميعاً في المملكة العربية السعودية من أهل العلم ، والقضاء ، والدعاة ومنسوبي الإدارات الشرعية العدلية والإسلامية جميعاً نرحب بصاحب الفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي يحل ضيفاً كريماً محبوباً بين أهله وإخوانه العلماء في المملكة , فباسمكم جميعاً أرحب بفضيلته ونشكر له هذه الزيارة الميمونة لبلده الثاني المملكة , كما نرحب بصحبه الكرام أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء علماء الأزهر الشريف الذين يكرموننا أيضاً بهذه الزيارة. وأضاف معاليه قائلاً : ” إن علماء المملكة وعلماء مصر جميعاً هم سند والركن الركين لأهل السنة والجماعة في العالم اليوم ، وهم القدوة في سيرتهم ، وفي اتفاقهم ، وفي قيادتهم للأمة الإسلامية لهذا نعول جميعاً على مد الجسور بأوثق مد ، وأقوى مد بين علماء المملكة وعلماء جمهورية مصر العربية الممثلين في علماء الأزهر الشريف فحياكم الله في بلدكم الثاني المملكة ، والكل مغتبط بهذه الزيارة ، وأهلاً وسهلاً ومكانتكم في قلوب الجميع. ثم ألقى فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة أكد فيها على أهمية وحدة الصف الإسلامي ، مشيراً إلى ما آلت إليه أحوال العالم العربي والإسلامي في العقود الأخيرة من ضعف وتراجع من بعض أبنائه ومن خصومه على السواء ، وما أدى إليه كذلك من تفكك واختلاف ، مستعرضاً في الوقت ذاته رسالة الأزهر ، ومقصده تجاه توحيد كلمة المسلمين ، وتحقيق تضامنهم اعتماداً على الكتاب والسنة النبوية المطهرة. وقال فضيلة شيخ الأزهر :” إن أهل السنة والجماعة هم جمهور الأمة الإسلامية المتمسكون بهدي الكتاب والسنة المعظمون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المهتدون بالأئمة الذين تلقتهم الأمة بالقبول من علماء الصحابة ، والتابعون ، والقرون الخيرة رضي الله عنهم وأرضاهم ، مشدداً على ضرورة أن يعمل قادة الفكر وعلماء الأمة على جمع المسلمين كافة وبخاصة أهل السنة والجماعة على كلمة واحدة ، ومقاومة دعاوي الفرقة ونوازع التشدد والإقصاء ، وفتاوى التكفير والتضليل للمخالفين التي تؤدي لا محالة إلى الفرقة والاختلاف وإلى مزيد من الضعف والهوان. يذكر أن الوفد المرافق لشيخ الأزهر الذي وصل الرياض أمس الجمعة يضم في عضويته كل من عضو هيئة العلماء ورئيس مجمع اللغة العربية الدكتور حسن الشافعي ، وعضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية سابقا الدكتور نصر فريد واصل ، وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد مختار المهدي ، وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس تحرير مجلة الأزهر الدكتور محمد عمارة ، وعضو هيئة كبار العلماء وزير الأوقاف السابق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، وعضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث الشريف الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، ومستشار شيخ الأزهر القاضي محمد محمود عبدالسلام ، وعضو مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الدكتور محمد السليماني ، وسكرتير فضيلة شيخ الأزهر الدكتور عبد الرحمن حجازي. حضر الحفل معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ ، وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء ، والمعالي ، والدعاة وطلبة العلم ، وكبار المسؤولين في الوزارة ، وسفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب. الرياض | واس