واجهت وكالة المخابرات الأمريكية الانتقادات واسعة بسبب قصورها الواضح في العديد من القضايا الاستراتيجية، وكانت آخرها عدم تنبئها بالربيع العربي، واستبعادها لوفاة زعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ إيل». بينما يمكن للاستخبارات الأمريكية أن تنسب لنفسها عدة نجاحات إلا أنها في الوقت نفسه تعرضت لإخفاقات مهينة عددتها مقالة بحثية متخصصة في مجلة «Foreign Policy» في عشرة إخفاقات كما يلي: * الهجوم على الأسطول الأمريكي في ميناء «بيرل هاربر» 1941 مع بزوغ فجر السابع من ديسمبر من عام 1941، قام اليابانيون بتوجيه ضربة إلى أسطول الولاياتالمتحدة في المحيط الهادي في بيرل هاربر، هاواي. الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة -التي كانت مترددة آنذاك- في دخول الحرب العالمية الثانية. بالرغم أن الولاياتالمتحدة تمكنت من فك الشفرة الدبلوماسية التي أدت إلى الهجمة إضافة إلى تحذير الملحق العسكري في جافا للولايات المتحدة عن التخطيط لهجوم ياباني في هاواي، إلا أن القاعدة البحرية كانت غير مستعدة تماما لها. ولم يتمكنوا من رؤية الصورة الكاملة لأن المعلومات لم تتبادل بين الأجهزة الحكومية والمخابرات بشكل جيد، واعتقاد الولاياتالمتحدة الخاطئ بأن اليابان لن ترغب بالقيام بهجوم بهذه الضخامة، إضافة إلى الخلافات داخل المجتمع المخابراتي. * غزو خليج الخنازير في كوبا 1961 في أبريل عام 1961 فشلت الجهود التي خططت من قبل المخابرات الأمريكية مع المنفيين الكوبيين، لإسقاط نظام فيدل كاسترو واستبدالها بحكومة غير شيوعية وأقرب للولايات المتحدة. وذلك عندما أخفقت الضربة الجوية على قوات كوبا الجوية من قبل «كتيبة الهجوم 2506» وتعرضت لإطلاق شديد من الأعيرة النارية من الجيش الكوبي بعد أن هبطت على ساحلها الجنوبي. سمم الغزو الفاشل العلاقات الأمريكية الكوبية. وكشفت ملفات المخابرات الأمريكية لاحقا أن الوكالة افترضت أن الرئيس جون أف كيندي سيدخل القوات الأمريكية للهجوم في حالة الفشل ولم تتوقع أن الرئيس كيندي لم يكن ينوي ذلك. * هجوم التيت في حرب فيتنام 1968 في 31 يناير عام 1968، خلال عطلة التيت (السنة الفيتنامية الجديدة) فوجئت القوات الأمريكية بهجوم هائل منسق في جنوب فيتنام من قبل القوات الشيوعية في شمال فيتنام مما أدى إلى خسائر أمريكية بشرية هائلة أدى إلى هزيمة القوات الأمريكية. وبعد فترة قصيرة من الهجوم أظهر تحقيق حكومي أن ضباط الجيش والمخابرات أخفقوا في توقع «كثافة و تنسيق وتوقيت هجمة العدو» ، وتم إقالة القائد العام للقوات الأمريكية الجنرال ويليام ويستمورلاند، وتوقف قصف الشمال الفيتنامي، وأعلن الرئيس الأمريكي آنذاك ليندن جونسون أنه لن يجدد ترشحه للرئاسة. * حرب يوم الغفران «حرب أكتوبر 1973» رغم أن وكالة المخابرات الأمريكية نجحت في تحليل حرب «الأيام الستة» بين الدول العربية وإسرائيل تحليلا دقيقا، إلا أنها فوجئت بعدها بستة أعوام بقيام القوات المصرية والسورية بتنسيق هجمات على القوات الإسرائيلية في صحراء سيناء ومرتفعات الجولان خلال عطلة يوم الغفران اليهودية. الصراع الذي انتهى بمعاهدة وقف إطلاق النار في أكتوبر 1973، وضع العلاقات الأمريكية السوفيتية تحت الاختبار، ووضع الصراع العربي الإسرائيلي على رأس أجندة واشنطن للسياسة الخارجية. * الثورة الإيرانية 1978 في أغسطس عام 1978، قبل ستة أشهر من هروب الشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة محمد رضا بهلوي من إيران، توصلت وكالة المخابرات الأمريكية إلى استنتاجها الشهير بأن «إيران ليست في موقف ثوري أو حتى مقاربة للثورة». وكما نعلم قامت الثورة الإيرانية، ووصل آية الله الخميني إلى السلطة في الثورة الإسلامية عام 1979، الأمر الذي أحدث صدعا في العلاقات الأمريكيةالإيرانية حتى اليوم. * الغزو السوفيتي لأفغانستان 1979 بدأ الزحف العسكري من الاتحاد السوفيتي على أفغانستان في ديسمبر عام 1979 وتحول إلى احتلال دامي استمر لتسع سنوات، فاجأ إدارة الرئيس الأمريكي كارتر. حيث افترضت وكالة المخابرات الأمريكية بأن التكاليف الباهظة التي سيتكبدها الاتحاد السوفيتي للدخول في هذا المستنقع ستبعد عنه التفكير في غزو أفغانستان. * انهيار الاتحاد السوفييتي 1991 الاعتقاد الشائع أن وكالة المخابرات الأمريكية فشلت في التنبؤ بالانهيار السوفيتي عام 1991، رغم وجود عدة عوامل كانت تشير إلى انتهائه كإصلاحات الرئيس ميخائيل غورباتشوف، الضعف الاقتصادي، انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية الوسطى والتحرك نحو الاستقلال في عدد من الجمهوريات السوفييتية. * تجربة الهند النووية 1998 في مايو عام 1998، لم تعلم وكالة المخابرات الأمريكية أي شيء عن نية الهند بإطلاق عدة تجارب نووية تحت الأرض الذي أطلق عليه رئيس لجنة الكونغرس للمخابرات آنذاك بالإخفاق الهائل لمخابراتنا في جمع المعلومات. إلا أن المخابرات أبقت على ماء وجهها عندما حذرت بعدها بأسبوعين من قيام باكستان بتجارب مماثلة وتحقق تنبؤهم عندما أجرتها في 28 مايو 1998. * هجمات 11 سبتمبر 2001 ذكر التقرير الصادر عن لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر 2001 أن مجتمع المخابرات كان يعاني وقتها من «عدد هائل من الأولويات، ميزانية ضعيفة، وهيكلة عاف عليها الزمن إضافة إلى النزاعات البيروقراطية» فشلت في رؤية التهديد الذي يشكله «الإرهاب الانتقالي» خلال التسعينات وحتى 11 سبتمبر. وبتوصية من اللجنة تم إنشاء مركز مكافحة الإرهاب لجمع المعلومات الاستخبارية. * الحرب على العراق 2003 ظهر وزير الخارجية الأمريكي كاولن باول في فبراير عام 2003 في مجلس الأمن الدولي ليوضح ضرورة مواجهة العراق، وأعلن أن اتهاماته للعراق بامتلاكها أسلحة دمار شامل مستندة على «معلومات مخابراتية مؤكدة». لكن الولاياتالمتحدة لم تجد أي دليل على برامج مشابهة بعد غزو العراق. وكان إخفاق مخابراتي تناولته العديد من المنظمات العالمية، وسماه الرئيس جورج دبليو بوش «أكبر إخفاقاته».