علمت «الشرق» من مصادر مطلعة أن اللجنة الفنية المشكّلة للتنظيم الإداري لتنفيذ قرار نقل مهمة نقل الموتى في الحوادث المرورية خارج المدن ومحافاظتها، وعلى الطرق السريعة، من القوات الخاصة لأمن الطرق، إلى الهلال الأحمر السعودي، مهددة بالتعثر. فعلى الرغم من مرور ستة أشهر على صدور قرار مجلس الوزراء (8 أكتوبر 2013) الذي يلزمها بالانتهاء مما ورد فيه في تلك المدة، إلا أنها مازالت عاجزة عن التنفيذ، وأرجع السبب إلى عدم ضخ أموال الميزانية الجديدة والاعتمادات المالية المخصصة في حساب الهلال، ومماطلة جهة حكومية أخرى لا ترغب بنزع الصلاحيات والملكيات عنها. وأضاف المصدر أن طبيعة عمل موظف الهلال الأحمر لا تستوجب نقل الموتى، وأضاف «الحي أبقى من الميت»، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف غير مؤهلة بشرياً وآلياً، حيث إن نقل الوفيات يتطلب مهارات محددة لا تتوافر في موظفي الإسعاف المدربين على التعامل مع الحالات المرضية والطارئة فقط، مضيفاً أن هناك توجيهاً للهلال بنقل بعض الحالات في حالات محدودة، وفي حالة الضرورة القصوى، على مبدأ «إكرام الميت دفنه». وأضاف أن النقل يتطلب سيارات خاصة، وقوى عاملة، ومستلزمات للتعقيم، ومعدات خاصة في حال وجود أشلاء في الحوادث المرورية، بالإضافة إلى استجابة ثلاجات الموتى في المستشفيات، وهذه جميعاً غير متوافرة حتى الآن. يذكر أن الهلال الأحمر مازال يرفض عملية نقل الموتى للأسباب المذكورة، ومازالت «الشرشورة» هي الجهة المعنية التي تتولى عملية نقل جثث الموتى على الطرقات، مما يعني استمرار معاناة أهالي المتوفين، ولجوئهم إلى طرق أخرى بديلة في حال تأخرها. وتدل إحصائية للمرور أن نسبة الحوادث خارج المدن تشكل 60% من إجمالي الحوادث، وأن هناك عشرين حالة وفاة يومياً، و7153 سنوياً في جميع مدن المملكة.