وافق مجلس الوزراء الموقر في جلسته التي عقدت يوم الاثنين الماضي (على إسناد مهمة نقل الموتى في الحوادث المرورية خارج المدن والمحافظات والمراكز وعلى الطرق الطويلة إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي بدلاً من القنوات الخاصة لأمن الطرق) وهذا قرار رائع يجسد إعطاء الاختصاص ولكن القرار الموقر ذكر نقل الموتى، ولم يذكر (نقل الجرحى) أو من لم يلفظوا أنفاسهم الأخيرة أي إنقاذ الجرحى قبل أن يتوقف النزيف، وهذه الحالة كثيراً ما كنا نرى من خلالها أن الدوريات الأمنية تقف إزاء الحادث وتطلب من الجمهور عدم تحريك أو نقل الجرحى إلا بحضور سيارات الإسعاف المزوَّدة - عادةً - بمسعفين مختصين ومتدربين على التعامل مع هكذا حالة الأمر الذي يفوّت الأمل بالحياة بعد الله للمصابين في الوقت المحصور بين حضور الدورية وحضور سيارات الإسعاف، وهذا ما يحصل عادة داخل المدن، أما ما يحصل عادة خارج المدن وعلى الطرق الطويلة فإن عملية النقل والإسعاف تتم على أيدي مواطنين تحدوهم الإنسانية والشهامة والنخوة قبل أن تصل إلى موقع الحادث دوريات القوات الخاصة لأمن الطرق. وهذا لا يقلّل بالطبع من نشاط تلك الدوريات وسرعة وصولها إلى موقع الحادث ولا سيما حينما يكون ثمة جرحى (فيهم بقية روح) ولا سيما قبل أن يصل إلى تلك الدوريات البلاغ عن الحادث. * * * ولعلنا في هذا الصدد نعود بالذاكرة إلى أن هيئة الهلال الأحمر السعودي لديها طائرات للإسعاف السريع (البعيد عن مستشفيات المدن أو الهجر) لذا نأمل أن تقوم الجهات المختصة بوضع لوحات إرشادية على الطرق السريعة تشير إلى رقم (إسعاف) الهلال الأحمر وأقرب مستشفى أو مركز، بل حتى رقم هاتف طائرات الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر شريطة أن تكون تلك اللوحات بين كل عشرين كيلو على الطرق الطويلة، والطرق التي تتفرّع منها إلى (الهجر) التي تقل حركة السير منها أو إليها والموغلة في الصحراء أو بين الجبال. وما دام الشيء بالشيء يُذكر فإننا نتمنى من رجال الأعمال وتجارنا الكبار والمقتدرين من أهل الخير أن يسهموا بالتبرع بطائرات لهذا الغرض الإنساني والهدف النبيل الذي فيه (أجر وغنيمة) ليتوفر للهلال الأحمر المزيد والمزيد من طائرات الإنقاذ، لأن الحوادث المرورية تحصد من أرواح أبناء هذا الوطن الغالي الألوف في كل عام.