عدّ عدد من الخبراء الاستراتيجيين والأكاديميين أن خطراً محدقاً قد يهدد دول الخليج العربية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام في المستقبل، خاصة مع تكرار حدوث الزلازل التي تضرب الأراضي الإيرانية مع وجود مفاعلات نووية نشطة، وهذا ما يزيد من مخاطر الزلازل التي قد تحدث وما قد ينتج من تسربات نووية قد تؤثر على مناطق في دول الخليج العربي. د. صالح الخثلان وقال عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان ل «الشرق»: إن وجود مفاعلات نووية في منطقة معرضة للزلازل يشكل خطراً يضع إيران تحت دائرة اللوم، لأن وجود مثل هذه المفاعلات في أماكن نشاط زلزالي يعد مصدر قلق كبير لدول الخليج، مع التهديد المباشر المتمثل في احتمالية التسربات النووية التي قد تحدث من مفاعلاتها النووية فيما لو حدث زلزال قريب من أماكن وجود هذه المفاعلات، وعدّ الكوارث الزلزالية التي قد تحصل في إيران ستكون لها آثار خطيرة على المستوى البيئي في كل مناطق الشرق الأوسط، وقال: يجب على إيران أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي لوضع ضوابط أمن محددة لضمان سلامة منشآتها النووية، وتجنيب المنطقة أي أضرار محتملة على المنطقة وشعوبها، وأضاف الخثلان: من المفترض أن تتحرك دول الخليج لوضع حد لتجاوزات إيران في هذا الشأن، وأن تنتبه لما قد يحدث من مفاعلاتها النووية، خصوصاً لأنها تنذر بكوارث طبيعية وتهدد أمن الخليج، فالمسالة لا تعني إيران وحسب، فالخطر النووي يهدد المنطقة. د. صنهات العتيبي وحول أسباب الزلازل واحتمال أن تكون ارتداداً لتفجيرات نووية تجريها إيران أو أي دولة أخرى في باطن الأرض، قال أستاذ الإدارة الإستراتيجية في قسم السياسة في جامعة الملك سعود الدكتور صنهات العتيبي: إنه لا يوجد حتى الآن أي معلومات تؤكد أن سبب الزلزال تجارب أو تفجيرات نووية في باطن الأرض. إلا أن العتيبي عدّ الأمر مقلقاً لمنطقة الخليج وسيستمر القلق مع استمرار الزلازل التي تضرب إيران، وأضاف العتيبي: أن منطقة الخليج ستعاني لعقود من آثار مفاعلات إيران النووية فيما لو حدث أي خطأ أو من زلازلها ومن قلاقلها السياسية. واستبعد الخبير السياسي الدكتور يوسف الصغير أن يكون حدوث الزلازل ناتجاً عن تفجيرات نووية إن كانت في إيران أو أي منطقة أخرى من العالم. وقال لم يثبت حتى الآن الارتباط بين حدوث الزلازل والتفجيرات أو التجارب النووية. .. ومواطنون: أجهزة الرصد لدينا غير مستعدة للطوارئ.. وآخر مَنْ يعلم رشيد الجارالله قال الإعلامي رشيد الجارالله ل«الشرق»: إنه بعد الهزة التي حدثت أمس بدقائق دخل على الموقع الإلكتروني للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتحديداً على النظام الآلي المبكر التابع لها ولم يجد شيئاً يذكر عن الزلزال ولا حتى تنويهاً، وأضاف الجار الله أنه دخل على موقع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية (المركز الوطني للزلازل والبراكين ) ومن ثم اتصل عبر الهاتف، وأجابه المجيب الآلي يردد اسم الهيئة بالعربي والإنجليزي ثم يطلب منه إدخال رقم التحويلة أو (صفر للمأمور) ويدخل الصفر ويتصل لأكثر من مرة ولا أحد يجيب، وقال الجارالله «هذا يدل على أننا غير جاهزين للحالات الطارئة»، واستغرب أن تكون الأجهزة المسؤولة عن الزلازل هي آخر من يعلم. أحمد الغرير أحمد الغرير يقول «ابنتي رغد في السابعة من عمرها في الصف الأول ابتدائي سألتني بعد الزلزال مباشرة بعد أن شاهدتنا نتكلم أنا وأمها ونتابع القنوات الفضائية (ايش يعني زلزال يبه ) ويضيف (هذا يوضح لك أن المناهج الدراسية بعيدة عن الواقع فيفترض ربط المناهج بالواقع ويفترض أن يتم توعية أطفال المدارس بكل ما يحيط بالبيئة التي حولهم والمتغيرات الجيولوجية ومنها الزلازل وهي مذكورة بالقرآن الكريم». أحمد الناجم وقال الفنان أحمد الناجم بألم: «الحقيقة المرة أننا غير جاهزين للطوارئ ويجب أن تتبنى هيئة التليفزيون والإذاعة أعمال توعوية تبث للمواطنين للتصرف في حال وقوع الكوارث لا قدّرالله». ناصر الزهراني ويقول ناصر الزهراني المدير المناوب في مستشفى القطيف: «لم نشعر بالهزة في سكن القطيف التابع لمستشفى الجش ونحن ومستشفيات وزارة الصحة عموماً جاهزون لأي حالة طارئة عند حدوثها لا قدّر الله».
إخلاء أبراج الإمارات.. ومقتل 13 في باكستان تأثرت الإمارات أمس الثلاثاء، بالهزة الأرضية التي ضربت الحدود الإيرانية – الباكستانية، وهو ما تسبّب في خروج المئات من سكان الأبراج المرتفعة إلى الشوارع في مختلف أنحاء الإمارات، دون تسجيل أضرار. وقال مركز الأرصاد الجوية والزلازل الإماراتي، في بيانٍ صحفي، إن الهزة كانت بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وبعمق 30 كيلومترا، ووقعت الساعة 2.44 ظهر أمس، حسب التوقيت المحلي للإمارات. وذكر أن مصدر الهزة، وهو الحدود الباكستانية – الإيرانية، يبعد 650 كيلومترا عن شمال شرق مدينة رأس الخيمة الإماراتية. وأكدت جهات حكومية في الإمارات أن تأثير الهزة كان محدودا، ودعت شرطة العاصمة الإماراتية أبو ظبي السكان للاطمئنان، مؤكدةً أنه لا توجد أضرار نتيجة للزلزال، فيما أعلنت بلدية دبي أن مباني الإمارة مصممة طبقا لكود الزلازل ما يدعو لعدم الفزع. وتسبب الزلزال في خروج أفواج من الموظفين والسكان من الأبراج المرتفعة، والنزول من طوابق مرتفعة على السلم والبقاء في الشوارع لبعض الوقت إلى حين الاطمئنان على سلامة المباني. وفي باكستان، قال مسؤولون إن ما لا يقل عن 13 شخصا قُتِلُوا، ودُمِّرَت مئات المنازل في جنوب غرب البلاد أمس الثلاثاء، بسبب هزات الزلزال، الذي كان مركزه في إيران المجاورة. وشعر سكان الهند ودول الخليج بالهزات، التي تسبب بها الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن مركز الزلزال كان في جنوب شرق إيران، في منطقة جبلية وصحراوية، على بُعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من زاهدان، و250 كيلومترا إلى الشمال الغربي من تربت في باكستان. وقال مسؤولون باكستانيون إن ثمانية أشخاص على الأقل قُتِلُوا، وأصيب 20 آخرون في بلدة مشخيل بإقليم بلوخستان جنوب غرب باكستان، المجاور لإيران. وذكر رئيس المركز المحلي للصحة في مشخيل، محمد أشرف، إن عدة مبانٍ في البلدة انهارت. وقُتِلَ ثلاث نساء وطفلان عندما انهار منزلهم الذي كان مصنوعا من الطين اللبن في منطقة بانج جور ببلوخستان. وقال مسؤول في المركز الإيراني للكوارث لوكالة الطلبة للأنباء، إنه لم ترد أنباء عن وقوع قتلى في إيران. وتقع إيران فوق منطقة فوالق جيولوجية رئيسية، وعانت من عدد من الزلازل المدمرة، بما في ذلك زلزال بلغت قوته 6.6 درجة عام 2003 الذي سوَّى مدينة بم في أقصى جنوب شرق البلاد بالأرض، مما أسفر عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل.