أثار زلزال وقع أمس في إيران قرب الحدود مع باكستان وبلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، الذعر والقلق في دول الخليج العربية وباكستان والهند، حيث شعر به سكان هذه الدول. وطمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، سكان المملكة من آثار الهزة الأرضية التي أصابت شرق إيران، مرجعا ذلك إلى ابتعادها عن محطة مفاعل "بوشهر" بمساحة تقدر بحوالي 1200 كلم، والذي يقال إنه يتحمل ما فوق 8 درجات إذا ضربت الهزة نفس موقعه مباشرة، فيما تم إبلاغ الدفاع المدني مباشرة لأخذ الحيطة. وأكد نواب عدم حصول أي أضرار تذكر جراء الهزة. وأوضح أن الزلزال جاء قريبا من الحدود الباكستانية فيما شعرت به بعض المواقع في المنطقة الشرقية بالمملكة وبعض الدول، غير أنه لا يتم تحديد قوة الزلزال إلا في موقع حدوثه، ولا تحسب قوته في موقع امتداد تأثيره، مشيرا إلى أن قوته تعتمد على موقع حدوثه وعمقه في بطن الأرض ونوعية الصخور التي يمر خلالها. رصد الزلزال محليا وبين أن الزلازل تأتي في أحزمة معروفة بصفة مستمرة، والحزام الواحد يمتد لآلاف الكيلومترات وتأتي متنقلة، غير أن الزلازل ما بين 7 و 8 درجات لا تتكرر كثيرا في فترات تمتد لأكثر من 40 عاما عادة، فيما تتكرر الزلازل ذات الثلاث درجات إلى أكثر من 5 مرات في العام الواحد. وبالنسبة للزلزال الذي ضرب إيران الثلاثاء الماضي، أي قبل أسبوع، أوضح نواب أن قوته بلغت 6 درجات، مشيرا إلى أن الزلازل تنتج عن حركات تأتي من بطن الأرض، وهي نتيجة تصادم بين قارتين، وأحيانا تتجمع القوة، وفجأة تنطلق بزلزال قوي لكي ترتاح الصخور من الضغط الذي يتشكل عليها بعد التماس بين الصفائح. وأشار نواب إلى أن هزة الأمس كانت نتيجة لتصادم الصفيحتين الإيرانية والهندية، فيما كان الزلزال السابق نتيجة لتصادم وتماس الصفيحتين العربية والإيرانية، مبينا أن الزلازل تضرب بشكل فجائي، كما أن الحزام عبارة عن شريط ممتد من الأرض بأطوال مختلفة تصل إلى آلاف الكيلومترات، وهي الموقع الذي يحدث به تماس بين الصفائح ويعرف منه إمكانية حدوث الزلازل، غير أنه لم يتمكن العلم حتى الآن من معرفة توقيت حدوث الزلازل. وفي ذات السياق، أوضح المتحدث الإعلامي لهيئة المساحة الجيولوجية طارق أبا الخيل أن الهزة الإيرانية رصدتها محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي على خط عرض 28.2 وخط طول 62.09 على بعد 86 كيلو مترا جنوب شرق منطقة خوش الإيرانية، وتبعد حوالي 1260 كيلومترا عن المنطقة الشرقية للمملكة، مشيرا إلى أن أهالي المنطقة الشرقية والرياض شعروا بها. لا تأثير على المحطة النووية وفي ذات السياق، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال هز إيران الساعة 10.44 بتوقيت جرينتش على عمق 15.2 كيلومترا. وأضافت أن مركز الزلزال 210 كيلومترات جنوب شرقي مدينة زاهدان الإيرانية، وعلى 250 كيلومترا، شمال غربي تربت في باكستان. وتوقع مسؤول إيراني سقوط مئات القتلى، مضيفا "كان أكبر زلزال في إيران منذ 40 عاما، ونتوقع مئات القتلى"، في حين قال التلفزيون الإيراني إن الزلزال قتل 40 شخصا على الأقل. وقال شهود إن المباني المرتفعة في العاصمة الهندية نيودلهي اهتزت مما دفع الناس إلى الهرولة إلى الشوارع.