قبل أسبوع بدأت تأتي وفود الدعاة بعضها «نجوم شباك» ضيوف وزارة الشؤون الإسلامية إلى مدينة عرعر حيث المعرض – الدوري – التوعوي «كن داعياً»، حقيقة ما شاهدته من إعداد وتجهيز وحجز فنادق ومقرات إنه شيء جبار ومكلف ولا أدري كم المبلغ المرصود لإقامته! وأجزم أنه كلف وسيكلف خزينة الدولة شيئاً كثيراً هذا لا يعني أن الدعوة لا تستحق ذلك بل بالعكس تستحق أكثر فالدعوة إلى الله – تعالى – هي وظيفة النبي – صلى الله عليه وسلم – ووظيفة أتباعه، والدليل قول الله تعالى: «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي» المعنى: أدعو إلى الله على بصيرة، فاشترط في الدعوة أن يكون الداعي متبصراً، أي: بصيراً بما يدعو إليه. وعلى اعتبار أن الدعوة في زمننا هذا أصبحت مؤطرة ومنظمة أكثر وتعمل تحت مظلة مؤسساتية حكومية لا تألو جهداً ولا مالاً في نشر تعاليم الدين الصحيحة الخالية من البدع والخرافات سواء في الداخل أو الخارج إلا أن أدواتها «الأفراد» يحتاجون لإقامة مهرجان «شكلي» أكثر مما هو «عملي» إذا ما علمنا أن هناك بؤراً بل مدناً انتشرت فيها البدع والانحرافات العقدية والمذهبية! أضف إلى ذلك أعباء وزارة الشؤون الإسلامية الأساسية كالاهتمام في مشروعات المساجد وترميم القديم منها والتخلص من مساجد الصفيح والاهتمام بمساجد الطرق الطويلة أليست أولى من إقامة معرض يعد «مهرجاناً» مكلفاً، يمكن الاستعاضة عنه بالدورات التأهيلية!