في عالم مضطرب فكرياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً توجهنا وتدلنا البوصلة القرآنية إلى الاتجاه الصحيح وتعيننا على العيش في الزمان المادي الصعب إذا تم استخدامها بالطريقة الصحيحة. وهي مشحونة بطاقة هائلة ومتاحة لمن أراد التعرض للنور الإلهي والبحث عن خفايا علاقة الله بخلقه من خلال كتابه الكريم. البوصلة القرآنية مبدأها حسن المقصد وسلامة النية واستنفاد الجهد في معرفة موقعنا من الوجود والإجابة عن التساؤلات الكبرى بدلاً عن البقاء في حالة من التيه والضياع والعجز عن فهم ما يدور حولنا. وتنتقل بنا البوصلة القرآنية بين الماضي والحاضر والمستقبل وتقدم لنا الدروس والعبر وتتجول بنا بين عوالم الأشياء والأشخاص والأفكار والمجتمعات وتمدنا بتفصيلات عالم الغيب وأحداث الآخرة. هناك وسائل تجعل البوصلة القرآنية تدلنا على الاتجاه الصحيح، أهمها قراءته باستمرار بتدبر ليكشف لنا أهم مفاهيمه وأفكاره وتتبعها في كل سوره وربطها بعضها إلى بعض للحصول إلى فهم أفضل للدين والدنيا، مع تلمس الحلول الجذرية التي يقدمها القرآن الكريم والإجراءات الوقائية لمشاكل ومعضلات هذا العصر مما يساعد في إعادة صياغة مفاهيمنا وأفكارنا من خلال توجيهات القرآن الحاسمة. هذه البوصلة تؤشر على مفاهيم وأفكار كبرى طالما تناسيناها وغفلنا عنها نحو: إن أكرمكم أتقاكم فاستقم كما أمرت، كل نفس ذائقة الموت، من يعمل سوءاً يجز به، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين.