زعم الفنان السوري المعروف بأنه سوف يتخلى عن الجنسية السورية في حال سقط نظام الأسد! وبذلك صدق عليه قول الرحمن «والشُّعرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ* ألمْ ترَ أنَّهُمْ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ». هناك من عزا هذه إلى الفرز الطائفي الذي يأكل لحمة النسيج السوري ويجر كل واحد إلى المستنقع الطائفي. قالوا تحركت عنده الغريزة الشيعية. ولكن ليس كل الشيعة في جنون وضلال هذا الشاعر. وأعرف منهم أناساً أفاضل يميزون بين الطاغية والطائفة، وأنَّها خلافات أناس قبل ألف عام هم غير مسؤولين عنها. و«تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون». أعتبر أن ياسر العظمة الذي كان عضواً في مجموعة التمثيل في مسرحية «غربة» مع اللحام من أجمل ما رأيت، وتوقعت لمعاناً لياسر العظمة سيعقب هذا الدور. حينها أخذ دور البدوي بلهجة البدوي وتصرفاته، ثم انفصل ياسر العظمة عن دريد؛ فأنشأ لنفسه فنه الخاص الذي كان يقدمه على حلقات في رمضان (مرايا)، وكان بعضها قطعاً فنية خالدة، وفيها حاول العظمة تسليط الضوء على النظام الشمولي الفاشي الدموي الأسدي البغيض. كانت حلقاته تعطي شيئًا من التنفيس، وأنا شخصياً احتفظت بعديد من حلقات العظم بل ورأيته مرة في منام واضح ونحن نتحدث، وهي منحة من الله أن يفتح لي هذه الروزنة فألتقي بشخصيات كثيرة أحاورها وأتحدث معها. رأيت في مناماتي جورباتشوف الروسي وأردوغان التركي والفيلسوف البريطاني برتراند راسل ومنهم الممثل السوري الشهم ياسر العظمة. مع الثورة انفرز الناس فكانوا شقياً وسعيداً. فأما اللحام ففضل أن يأخذ دور الجزار بساطور وسكين يضرب بها الثورة مع العجي الأسد الصغير. أما العظمة ففتح بيته للنازحين والفارين. وكذلك أنا فعلت في الفيلا التي بنيتها في الجولان حتى استولى عليها جيش «أبو شحاطة».