علمت «الشرق» من مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران يدرس بشكل جدي تقديم استقالته للملك. وقالت المصادر المقرّبة من حزب العدالة والتنمية، إن تفكير بن كيران بالاستقالة، الذي كشفه لمقربين منه، يعود بالأساس إلى تشديد الخناق عليه من طرف حلفائه في الحكومة، خاصة من الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، ووزير الداخلية والأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر. وبحسب المصادر نفسها، فإن بن كيران لمّح لمقربيه بأنه إذا كان حزبه، العدالة والتنمية، يقف وراء كل الأزمات التي تشهدها البلاد، بحسب ادعاءات منتقديه، إضافة إلى اشتداد الأزمة الاقتصادية، فإنه سيفكر في الاستقالة، على الرغم من أن ذلك ليس في مصلحة البلاد في الوقت الراهن، خاصة أن هذه الاستقالة ستتطلب إجراء انتخابات سابقة لأوانها، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتم توجيه سيل من الانتقادات إلى الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ليس من طرف المعارضة فحسب، بل ومن طرف الحلفاء أيضا، الذين يشاركون في تدبير الشأن العام، حيث يضع بعضهم قدما في التسيير وأخرى في المعارضة الداخلية، وهو ما لم يستسغه حزب العدالة والتنمية، الذي يرى أنه تعرض للخذلان من طرف أقرب مقربيه. من جهة أخرى، من المرتقب أن تغيّر الحكومة بعض وزرائها خلال الأسابيع المقبلة، وترفع حصة النساء في الحكومة إلى ثلاث نساء، وتقوم بالتضحية بوزير من العدالة والتنمية تتداخل اختصاصاته مع وزير آخر من الأغلبية، وهي متغيرات تأتي في ظل تأجج الوضع الاقتصادي، وتخبط الحكومة في دوامة مشاريع إصلاحية، دفع المواطنون البسطاء ثمنها غاليا، ما سيعيد ترتيب الأوراق وفق رؤية فريق وزاري متكامل لمواجهة تحديات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.