عندما أرسل “الاتحاد السوفيتي” الكلبة “لايكا” داخل صاروخ يدور حول الكرة الأرضية أصيب الشعب الأمريكي بصدمة، فقال رئيسهم “جون كينيدي” أن أمريكا سترسل إنساناً يهبط فوق سطح القمر خلال بضع سنوات، وفعلاً بدأت سلسلة رحلات سفن الفضاء “أبوللو”، وفي المركبة الفضائية الحادية عشرة “أبوللو 11′′ كانت تحمل أول إنسان يهبط فوق سطح القمر “أرمسترونج”، حيث رفع العلم الأمريكي هناك، والغريب أن وكالة “ناسا” الفضائية أذاعت الحدث على الهواء مباشرة في التلفزيون وشاهده ستمائة ألف إنسان حول العالم، وربحت وكالة “ناسا” مئات الملايين من الدولارات من هذا البث المباشر، لكن الأغرب والأعجب أنه مع إرسال “أبوللو 17′′ إلى القمر كان البشر قد ملوا وزهقوا من رؤية البشر يهبطون فوق سطح القمر، فرفضوا أن يتعاقدوا مع وكالة ناسا لإذاعة الحدث، وحاولت الوكالة دون جدوى، وكان الرد في كل مرة يأتيها بأن الناس ظلت طوال ست سنوات منذ (أبوللو 11) حتى (أبوللو 17) تشاهد البشر طالعين نازلين من وإلى سطح القمر، لذلك ملوا حتى اضطرت وكالة “ناسا” أن تدفع هي نقوداً لمحطات التلفزيون لتتكرم وتوافق على إذاعة الخبر.. هذا في الغرب، لكن في الشرق لا يمل الإنسان أبداً خلال عشرات السنين من رؤية المسؤولين أنفسهم والأصدقاء أنفسهم والزملاء أنفسهم، والزوجة نفسها والجيران أنفسهم طالعين نازلين دون أن يزهق أو يمل، بل إنه يمضى حياته كلها في الوظيفة نفسها، ويحلق عند الحلاق نفسه، ويجلس على المقاهي نفسها ليشاهد هناك في التلفزيون رحلات “أبوللو”!