رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام (أ ب أ) بيروت – الشرق تكللت جهود الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اليومين الماضيين لترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي، وحصل ما لم يكن متوقّعاً من المراقبين، واختير النائب تمّام سلام مرشّحاً توافقياً لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. وكاد سلام أن يحوز إجماع الكتل النيابية لولا أن اعتذر النائب سليمان فرنجية عن تسميته، وهكذا سيتربّع، في السرايا الحكومي خلال الساعات القليلة المقبلة، ابن أحد رجالات الاستقلال في لبنان صائب سلام والذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية بين العامين 1952 و1973. وأفضت الاستشارات النيابية الملزمة إلى تسمية سلام كرئيس للحكومة المقبلة، لكن المعضلة الأكبر الآن تتمثّل بتشكيل الحكومة العتيدة، فرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع يرى أن تكون حكومة تكنوقراط، وآخرين ينشدونها حكومة وحدة وطنية كالتيار الوطني الحر و»حزب الله». ثبّت النائب البيروتي قدميه في السرايا بمجرّد عودته من الرياض بعد لقائه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. عاد فوراً متّجهاً إلى بيت الوسط حيث استقبله أقطاب قوى 14 آذار استقبال الرؤساء. دخل على وقع التصفيق الحاد ليُعلن عن أنّه مرشّح 14 آذار. وكان ذلك مؤشر على أن المنادين ب «لبنان أولاً» سحبوا البساط من تحت الخصوم مكرّسين الرئيس المقبل مرشّحاً خاصّاً لهم. وكان رئيس جبهة اللقاء الوطني وليد جنبلاط أعلن ليل أمس الأول عن تسميته سلام، مشترطاً أن يكون مرشّحا توافقيا. وصباح أمس، افتتح رئيس المجلس النيابي نبيه برّي النهار معلناً تسمية «كتلة التنمية والمقاومة» تمام سلام مرشّحاً لتأليف الحكومة. كذلك فعل كل من الحزب السوري القومي وعدد من المستقلين. ورشح عن «حزب الله» أن قيادته تتوجّه لتسمية سلام، مفسحين في المجال أمام النائب ميشال عون ليقول كلمته والذي لم يلبث أن أعلن النائب إبراهيم كنعان باسم «تكتل التغيير والإصلاح» تسمية مرشّح التوافق لرئاسة الحكومة وحتى مساء أمس بلغ عدد النوّاب الذين سمّوا سلام 80 نائباً من أصل 128 نائباً وهذا العدد لم يلبث أن ارتفع . وأعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بيان له أنه قرر مقاطعة الاستشارات النيابية ومنح الحرية لأعضاء كتلة «لبنان الحر الموحد» في التسمية، وقال إنّه «يحترم ويقدر النائب تمام سلام وعائلته الكريمة التي تربطنا بها علاقة عريقة، إلا أن إعلان ترشيحه بالأمس من منزل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كرس انتماءه الواضح إلى فريق سياسي». وأوضح أن «موقف الكتلة من منح الثقة للحكومة أو حجبها نقرره في ضوء التشكيلة الحكومية ومبادئها العامة»، مشيرا إلى أن «موقفنا المتمايز والذي يأتي انسجاماً مع أنفسنا لن يكون له أي تأثير على الموقف الموحد لفريقنا السياسي، فتحالفنا دائم ومستمر، ونتفهم مواقف كل الحلفاء في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة».