أطفأ نادي تبوك الأدبي الشعمة الأولى لمهرجان تبوك للشعر الخليجي مساء أمس الأول، مؤملا تنظيمه في الأعوام المقبلة، بأحوال أفضل، بعد أن شابت هذه الدورة ملابسات قبل افتتاحه بيوم، حيث قرر النادي إلغاءه نتيجة ضغوط مسؤولين من وزارة الثقافة والإعلام، إلا أن دعم الوزير عبدالعزيز خوجة حال دون ذلك وافتتح في موعده المحدد. وكرم النادي في ختام المهرجان الضيوف المشاركين، والإعلاميين الذين شاركوا في تغطية الفعاليات، إضافة إلى تكريم عدد من الرواد في تبوك، وهم: الدكتور محمد عرفة، الشاعر سليمان المطلق، الدكتور موسى العبيدان، الشاعر منصور الجهني، والشاعر علي باراجحي. ورغم أن الشاعر عبدالله الخشرمي في الندوة الأخيرة للمهرجان «الإعلام والمنجز الثقافي»، قال إن «الثقافة تخرج من رحم المعاناة»، في إشارة منه إلى تجربته الشعرية، إلا أن هذه العبارة ربما تنطبق على مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي، الذي يود منظموه استمراره في دورات مقبلة. وشارك في الندوة إلى جانب الخشرمي، كلا من: محمد بودي، عبدالواحد الأنصاري، ومعتوق الشريف، وأدارها الدكتور محمد الدوسري. وفي بداية الندوة، أشار الخشرمي إلى أن الثقافة تولد من رحم المعاناة، مؤكدا أنه لا يتقن فن المحاضرات، ولم يتعود إلقاء ما يريد من ورقة، موضحا أنه لا يُحارب إلا من يستحق الحرب، ومبينا أهم ما لديه من قناعات، وقال: «تعلمت من أمي عدم الالتفات إلى الخلف وأن لا أحمل الحقد لأي أحد». وفي كلمات مقتضبة سرد بعضا من سيرته في إلقاء الشعر: «بدأت من الغرفة التجارية بجدة بندوة مصغرة، والنادي الأدبي بجدة كان يقع بشقة كئيبة»، قبل أن يطالب بإعادة إحياء معرض الكتاب بجدة. وفي آخر عرضه قدم الورقة الخاصة بالمشاركة التي كرر فيها كلمة «المعاناة» أكثر من مرة، لافتا إلى أنه هو من قدم مقترح مركز جدة الحضاري كأكبر مركز ثقافي بالعالم العربي، وتم اعتماده من قبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. من جانبه، تحدث بودي في ورقته عن طرحه برنامجا خاصا بالمشهد الثقافي عبر القناة «الثقافية» يحتوي على أمسيات شعرية، مؤكدا أهمية مواكبة المنجز الثقافي بالاحتفاء والتكريم، موضحا أن برنامجه ذلك هو أول البرامج التي احتفت بالشاعر عبدالله الربيحي بعد فوزه في يوم الشعر العالمي. أما الأنصاري فقدم ورقة عمل بعنوان «قصور الإعلامي الثقافي»، تضمنت عدة نقاط، من بينها ما اعتبره اتفاق عدد من الإعلاميين بهذا القصور، مبررا ذلك بغياب الأنشطة الأدبية والثقافية وعدم وجود النقد الأدبي. ورأى انعدام المحرر الصحفي الثقافي من المشهد، وأن الصحافة والتلفاز لم تعودا المكانين الوحيدين لعرض مشاركاتهم، إلا أنه حمل عديدا من الكتاب جزءا من المسؤولية، خاصة لانصرافهم إلى التحدث الشفوي في التصاريح الصحفية. وفي ختام الندوة، وصف الشريف، تبوك بالوردة النادرة، منوها أن وسائل الإعلام لم يعد دورها يقتصر فقط على كونها ناقلة للأخبار وخاصة بعد وجود عديد من وسائل الإعلام الجديدة. وشهد اليوم الأخير للمهرجان أيضا إقامة أمسية شعرية لعدد من الشعراء والشاعرات من المملكة ودول خليجية، وهم: القطري عبدالله السالم، والكويتي رجا القحطاني، والعمانية حصة البادي، إلى جانب حسن الزهراني، وغرامة العمري، وأدارها الشاعر خالد قماش، وقدموا فيها مجموعة من قصائدهم عبر عدة جولات، كما قدم الشعراء عبدالعزيز البخيث، زاهر البارقي، وعبير خالد عددا من نصوصهم الشعرية.