أثار الانفجار الذي وقع الجمعة الماضية في دمشق تساؤلات في الشارع السوري وقلقاً على المستقبل واتهامات للنظام بشكل مباشر بأنه وراء التفجير، لكن اللافت في الأمر أن اتهام النظام تعدى المعارضة والخصوم ليصل إلى صفوف الموالين له. ورأى الكثير من السوريين أن عملية التفجير دبرت من قبل النظام وأجهزته الأمنية، خاصة أن الشارع السوري خبر النظام وأساليبه، ومع المشاهد التي بدأ يبثها إعلام النظام توالت التساؤلات من الشارع السوري على أسلوب نقل الخبر وسرعة وصول القنوات الإعلامية السورية وكذلك طواقم الدفاع المدني. ورأى بعض الذين التقتهم «الشرق» أن القنوات الفضائية الرسمية والموالية قالت كل شيء عن الانفجار، إلا أنها لم تذكر أن الانفجار وقع بالقرب من جامع الحسن، الذي خرجت منه أولى تظاهرات حي الميدان، وما زالت تخرج منه كل أسبوع أضخم التظاهرات ضد بشار الأسد، ويعتقد أحد سكان حي الميدان أن الانفجار كان محاولة لترهيب أبناء الحي وإعادتهم لبيوتهم مرة أخرى. وتساءل أهالي حي الميدان حول أسباب احتلال جامع الحسن من قبل «الشبيحة»، ووضعوا فيه رجال دين تابعين للنظام، بعد أن أقاموا الصلاة في الجامع على ضحايا الانفجار.ومن جهة أخرى علمت «الشرق» من شهود عيان أنه فيما تبدو خدعة من النظام اختفت العناصر الأمنية والقوات العسكرية في مدينة حرستا في ريف دمشق من أمام المساجد، فخرجت منها تظاهرات حاشدة، تصدى لها الأمن بوحشية أسقطت أكثر من 25 جريحا بعضهم حالتهم خطرة، كما علمت «الشرق» أن الناشط السياسي في المدينة أبو عبدو زيتون توفي تحت التعذيب، وسلمت جثته إلى ذويه في حرستا بعد خمسة أيام على اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية.فيما أغلقت السلطات الأمنية قلب العاصمة دمشق في منطقة البحصة والمرجة وشارع الثورة أمس الأول لمدة ساعتين بحجة احتمال حدوث انفجار في هذه المنطقة، وهذا ما فسره مراقبون بأنه محاولة من قبل النظام لنقل الرعب لمنطقة بعد أخرى.