ألقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كلمةً خلال القمة العربية التي بدأت أعمال دورتها ال 24 في العاصمة القطرية الدوحة أمس، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز. واعتبر خادم الحرمين، أن نظام الأسد ماضٍ قدُماً في إفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة السورية سياسياً لقناعته بالحل الأمني والعسكري، خاصةً مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من عتادٍ عسكري من مصادر لا تخفى على أحد. ونبَّه خادم الحرمين، إلى أن المجتمع الدولي لم يحسم أمره بعد حيال كيفية التصدي للجرائم ضد الإنسان السوري، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لتردي الأوضاع الإنسانية جراء تدفق اللاجئين السوريين على أمن واستقرار المنطقة. كلمة خادم الحرمين وبدأ ولي العهد كلمة خادم الحرمين بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة رئيس القمة العربية، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة أعضاء الوفود، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسمحوا لي في البداية أن أعرب لكم عن شكري وتقديري لأخي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشعب القطري الشقيق على استضافة هذه القمة، وإني على ثقة إن شاء الله، من أن حكمة ودراية أخي سمو الشيخ حمد، كفيلة بإنجاح مداولاتنا وسط ظروف عربية وإقليمية بالغة الدقة والحساسية». وأضاف ولي العهد «أيها الإخوة: والآن يشرفني أن أقرأ على مجلسكم الموقر كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما كلفني بذلك حفظه الله وهذا نصها: أيها الإخوة قادة الدول العربية الشقيقة، ونحن نجتمع لتدارس شؤون أمتنا العربية كما هو الحال في كل عام، تظل القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتنا وفي صدارة جدول أعمالنا حيث التحدي ما زال قائماً والحقوق ما زالت مسلوبة والعدل ما زال مفقوداً». توحّد الشعب الفلسطيني وتابع ولي العهد نيابةً عن خادم الحرمين: «إن النزاع العربي الإسرائيلي الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود سيظل محتدماً ما لم ينل الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين حقوقه المشروعة، التي أقرت بها جميع قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة، تتوفر فيها عناصر السيادة والاستقلال والتواصل الجغرافي إن شاء الله، وإننا لا نرى إمكانية لحل هذا النزاع ما لم يحدث تغيّر في سياسات الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاطيها مع الحلول والمبادرات المطروحة التي سعت إلى إفشالها وتفريغها من مضامينها من خلال سياسات الاستيطان والقمع وقضم الأراضي والانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية والسياسية لشعب فلسطين. ومن هذا الواقع المرير فإن الشعب الفلسطيني وقياداته مطالبون اليوم أكثر من أي وقت لتجاوز كل الخلافات، والوقوف جبهة واحدة تستند في نضالها إلى جبهة عربية متراصة، توفر لها كل الدعم والمساندة خاصة وقد مضينا جميعاً والحمد لله، لأبعد مدى في إثبات رغبتنا وعزمنا على بلوغ السلام العادل والشامل والدائم الذي يحقق الأمن والاستقرار والنماء للجميع. إن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة والقاضي بمنح فلسطين صفة المراقب غير العضو في الهيئة الدولية إنما يعكس الإرادة العربية الساحقة للمجتمع الدولي، ويجب استثمار هذا الموقف العالمي والبناء عليه لاستكمال تحقيق مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف وصولاً إلى بلوغها صيغة دولة كاملة العضوية في منظمة الأممالمتحدة إن شاء الله. جدول أعمال حافل وعن جدول أعمال القمة، أوضح ولي العهد نيابةً عن خادم الحرمين: «أمامنا جدول أعمال حافل بقضايا وهموم وطننا العربي الكبير، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومؤخراً استضافة المملكة العربية السعودية مؤتمر القمة العربية الاقتصادية التنموية والاجتماعية الثالثة، والتي صدر عنها العديد من القرارات التي تهدف إن شاء الله، إلى تعزيز التنمية العربية ودعم التكامل الاقتصادي. وقد جاءت قرارات قمة الرياض ولله الحمد، استكمالاً لقرارات قمة الكويت وشرم الشيخ من حيث ملامستها لاحتياجات المواطن العربي، والاستجابة لتطلعاته وطموحاته، غير أن بلوغ الأهداف المرجوة من هذه القرارات يتطلب نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك سواء من حيث إعادة هيكل الجامعة العربية في تمكينها من مواكبة المستجدات والمتغيرات أو من زاوية إزالة المعوقات ومواطن الخلل التي تعترض مسيرة العمل العربي المشترك، ويقف عائقاً أمام تنفيذ قرارات الجامعة، وفي تقديرنا وثيقة العهد والميثاق التي توصلنا إليها في قمة تونس تتضمن جملة من الأسس والمبادئ التي تشكل رافداً لمسيرة العمل العربي المشترك المستند إلى الجدية والمصداقية وهو أكثر ما نحتاج إليه في سياق التعامل مع واقعنا المضطرب. وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يسدد خطانا وأن يوفقنا جميعا إلى ما نصبو إليه، ويحقق لأمتنا آمالها وتطلعاتها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ولي العهد رئيساً للوفد السعودي وكان ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصل إلى دولة قطر أمس ليرأس نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين وفد المملكة إلى القمة العربية في دورتها العادية ال 24، التي بدأت أعمالها في الدوحة أمس. واستقبل ولي العهد لدى وصوله مطار الدوحة الدولي ولي عهد قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسفير المملكة في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد بن عبدالعزيز قطان، والقائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة في قطر، الدكتور هندي بن حميد، والملحق العسكري السعودي في قطر، العميد ركن صالح القحطاني، وسفير قطر في المملكة، علي بن عبدالله آل محمود، وأعضاء السفارة السعودية في قطر. ووصل في معيّة ولي العهد، نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس ديوان ولي العهد مستشاره الخاص، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ونائب رئيس المراسم الملكية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الشلهوب. وكان ولي العهد غادر الرياض صباح أمس متوجهاً إلى دولة قطر، وكان في وداعه في مطار قاعدة الرياض الجوية وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض، الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، ومحافظ الدرعية، الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، ومساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ونائب أمير منطقة الرياض، الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز والأمراء والوزراء. كما كان في وداعه أمين منطقة الرياض، المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل، ومدير الأمن العام، الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق عبدالعزيز بن محمد الحسين، وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار قادة وضباط الحرس الوطني والحرس الملكي وقائد قاعدة الرياض الجوية، اللواء طيار ركن فهد بن ضعيان الحرير، وعددٌ من كبار المسؤولين. الملك عبدالله: المجتمع الدولي لم يحسم أمره حيال الجرائم ضد السوريين قال ولي العهد خلال القمة العربية أمس في الدوحة نيابةً عن خادم الحرمين: «أيها الأخوة: لا أرى أني بحاجة إلى استعراض عمق وأبعاد الأزمة السورية التي تشهد تفاقماً مستمراً مع ازدياد وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب السوري مستخدماً في ذلك شتى أنواع أسلحة الدمار وكل ما هو كفيل بإزهاق الأرواح وتدمير البلاد وتشريد المواطنين داخل وخارج سوريا، يحدث ذلك كله أمام مرأى وسمع المجتمع الدولي الذي لم يحسم أمره بعد حيال كيفية التصدي لهذه الجرائم ضد الإنسان السوري، إننا ما زلنا عند اعتقادنا أن نظام الأسد ماضٍ قدماً لإفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة سياسياً حتى لو أعلن عن قبولها طالما أن لديه القناعة بإمكانية حل الموضوع بالوسائل الأمنية والعسكرية، خاصة مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من العتاد العسكري من مصادر لا تخفى على أحد. إن حالة التردي المستمر في الأوضاع الإنسانية من جراء تدفق النازحين واللاجئين لا بد وأن تحمل معها انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة ما لم ينهِ المجتمع الدولي انقسامه حول هذه المسألة، ويوفر للمعارضة السورية المشروعة ما تحتاجه من دعم سياسي ومادي خاصة وأن فئات المعارضة تنضوي جميعها تحت لواء الائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي لشعب سوريا سواء في المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أو في إطار القمم العربية، ونغتنم هذه الفرصة لنهنئ الشعب السوري في اختياره لممثله». اقرأ أيضاً: * قمة الدوحة: قرارٌ بمنح الدول العربية حق تسليح المعارضة السورية الأمير سلمان لدى وصوله مطار الدوحة أمس وفي استقباله ولي عهد قطر (واس)