قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إن النزاع العربي – الإسرائيلي سيظل محتدماً ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. وأضاف: «إننا لا نرى إمكانية لحل هذا النزاع ما لم يحدث تغيّر في سياسات الحكومة الإسرائيلية». ودعا خادم الحرمين الشريفين الشعب الفلسطيني وقياداته إلى «تجاوز كل الخلافات والوقوف جبهة واحدة تستند في نضالها إلى جبهة عربية متراصة توفر لها كل الدعم والمساندة». وذكر خادم الحرمين الشريفين في شأن الأزمة في سورية «أننا ما زلنا عند اعتقادنا بأن نظام الأسد ماضٍ قدماً لإفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة، حتى لو أعلن عن قبولها». وحضَّ الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في كلمته أمام القمة العربية في الدوحة أمس التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدولي على وضع حدّ لانقسامه حيال المسألة السورية، وعلى أن يوفر ل«المعارضة السورية المشروعة ما تحتاجه من دعم سياسي ومادي، خاصة وأن فئات المعارضة تنضوي جميعها تحت لواء الائتلاف الوطني السوري، باعتباره الممثل الشرعي لشعب سورية». وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته للزعماء العرب إن بلوغ الأهداف المرجوة من القرارات المنبثقة عن مؤتمرات قمة الكويت وشرم الشيخ والرياض «يتطلب نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك، سواء من حيث إعادة هيكلة الجامعة العربية لتمكينها من مواكبة المستجدات والمتغيرات، أو من زاوية إزالة المعوقات التي تعترض مسيرة العمل العربي المشترك». وأضاف أن مسيرة العمل العربي المشترك «المستند إلى الجدية والمصداقية هو أكثر ما نحتاج إليه في سياق التعامل مع واقعنا المضطرب». وأكد خادم الحرمين الشريفين أنه «كما هو الحال في كل عام، تظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامنا، وفي صدارة جدول أعمالنا، حيث التحدي ما زال قائماً، والحقوق ما زالت مسلوبة، والعدل ما زال مفقوداً». وأضاف أن الأطراف العربية «مضت جميعاً - ولله الحمد - لأبعد مدى في إثبات رغبتنا وعزمنا على بلوغ السلام العادل والشامل والدائم الذي يحقق الأمن والاستقرار والنماء للجميع». وأوضح الملك عبدالله في كلمته أنه يجب استثمار الموقف العالمي المتمثل في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة مراقب في المنظمة الدولية، والبناء عليه «لاستكمال تحقيق مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وصولاً إلى بلوغها صيغة دولة كاملة العضوية في منظمة الأممالمتحدة». وأشار خادم الحرمين الشريفين - في كلمته للقادة العرب - إلى أن الأزمة السورية تشهد «تفاقماً مستمراً، مع ازدياد وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب السوري، مستخدماً في ذلك شتى أنواع أسلحة الدمار، وكل ما هو كفيل بإزهاق الأرواح، وتدمير البلاد، وتشريد المواطنين داخل وخارج سورية». وحذّر الملك عبدالله من أن «حالة التردي المستمر في الأوضاع الإنسانية من جراء تدفق النازحين واللاجئين لا بد وأن تحمل معها انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة، ما لم يُنْهِ المجتمع الدولي انقسامه حول هذه المسألة».