أحيا عدد من الشعراء في الناديين الأدبيين بالشرقيةوجدة مساء أمس الأول يوم «الشعر العالمي»، حيث كان غياب المرأة واضحاً في الناديين، وكانت المشاركة للشعراء الذكور فقط، مما أثار عدة تساؤلات حول هذا الغياب، وهل اقتصر الاحتفال باليوم العالمي للشعر في الأندية الأدبية على الرجال. حيث أحيا أدبي الشرقية أمسية لم تكن خاصة بيوم الشعر فقط، بل كانت محاضرة تحت عنوان «سيميائيات العزلة في رسالة حي بن يقظان نموذجاً»، التي حصلت على نصيب الأسد من الوقت، وقدمها سعيد سفر، فيما حاضر فيها الدكتور عبدالفتاح يوسف الأستاذ المشارك في كلية الآ داب في جامعة الملك سعود، الذي قسَّم محاضرته إلى ثلاثة أقسام، تطرق في الأول فيها لمفهوم السيميائية وتحولاته والتساؤلات المطروحة حوله، وفي المحور الثاني تحدث عن ماهية خطاب العزلة في رسالة ابن الطفيل، وفي الثالث بيَّن التحليل السيميائي في خطاب العزلة. وأرجع يوسف أول استخدام لكلمة سيميائية إلى الإغريق، مبيناً أنه منذ أول استخدام لها مرت بخمس مراحل من التغير في الاستخدام ودلالته. فيما جاء الشعر الذي بدا كأنه منسيٌّ في يومه العالمي 21 مارس الجاري، وانعكس على عدد الشعراء المشاركين بقصائدهم، حيث لم يتجاوز عددهم عشرة شعراء «ذكور»، وقدم لهم الشاعر عماد عمران، وانسحبت قلة العدد على الجمهور، حيث لم تغص مقاعد قاعة النادي بجمهور كثير مع حساب عدد الشعراء الجالسين معهم. وبرر عضو مجلس إدارة النادي الأدبي حسين الجفال، تأخر تنظيم المناسبة ب «مراعاة عدد الأمسيات التي أقيمت في المنطقة في 21 من مارس الجاري، لذلك فضلنا تأجيل يوم الشعر في النادي عدة أيام، لم تتجاوز الثلاثة»، مضيفاً إن البعض اشتكى من عدم التنسيق بين الأنشطة الأدبية، ما دعا النادي إلى مراعاة بقية الملتقيات الأهلية التي تعدُّ رافداً مهماً في النشاط الثقافي. وأوضح أن الفكرة تمثلت في حضور أعضاء مجلس الإدارة ومشاركة البعض منهم في الاحتفالية، التي شهدت سلاسة في الأداء والمشاركة، مشيراً إلى مشاركة مختلف الاشتغالات الشعرية، كما شارك شعراء سعوديون وعرب، وكان العنصر الشبابي طاغياً في المشاركة. وشارك في الأمسية كل من الشعراء: مطلق العتيبي، وأحمد القطان، وعصام خليل، ورأفت السنوسي، وحسين آل دهيم، وأحمد المقدم، وفريد النمر، وياسر الغريب، وعلي الشيخ، وعبدالمحسن القشيري. ومنح مقدم الأمسية عماد عمران، كل شاعر وقتاً لا يتجاوز ثلاث دقائق وإلقاء قصيدة واحدة فقط، لكن ذلك لم يمنع البعض من إلقاء قصيدتين أو ثلاث. فيما شارك في الأمسية التي أقيمت في جدة أربعة شعراء هم: حسن السبع، عبدالمحسن يوسف، علي الأمير، وسعد الهمزاني، وأدارها الشاعر عبدالعزيز الشريف. وقد حظيت الأمسية بحضور نوعي متميز على خلفية تنوع مدارس الشعراء المشاركين، ودارت في نهايتها نقاشات طالت القضايا الشعرية المختلفة، لكن السؤال الذي تردد في الأمسية كان حول غياب المرأة عن المشاركة. وقد بدأت الأمسية بتعريف الشعراء المشاركين، الذين تناوبوا في قراءة قصائدهم ثلاث مرات. وتراوحت نصوص الأمسية ما بين النصوص القصيرة والطويلة من شعر التفعيلة ولم يغب الشعر العمودي، كما كانت روح قصيدة النثر حاضرة في كثير من هذه النصوص. وفي المداخلات التي أعقبت الأمسية أثنى القاص فهد الخليوي على الشعراء المشاركين، وقال الناقد حسين بافقيه إن هذه الأمسية أثبتت أن الشعر العمودي مازال حاضراً في قلب المشهد. ورأى القاص عمرو العامري أن مشاركة أربعة شعراء فقط في هذه الأمسية لا يرقى إلى حجم المناسبة. وطرحت أكثر من مداخلة غياب المرأة الشاعرة عن الأمسية ليجيب المشرف على منتدى عبقر بنادي جدة عبدالعزيز الشريف قائلاً بأنه تم توجيه الدعوة لعديد من الأسماء النسائية اللائي اعتذرن بسبب توقيت الأمسية.