خلت معظم الفصول الدراسية في مدارس التربية والتعليم بمدينة الرياض اليوم من الطلاب والطالبات، نظراً لموجة الغبار التي تشهدها المدينة من جهة، وقرب إجازة الربيع التي تستمر لأسبوع واحد من جهة أخرى. وتوقفت حركة سير المركبات حول المدارس، وعلقت بعض المدارس الدراسة فيها، وطلبت من أولياء الأمور العودة لاصطحاب أبنائهم معهم لمنازلهم. وبيَّن عدد من المواطنين ل” الشرق” أنَّ وزارة التربية والتعليم لم تجد حلاً جدياً لمعالجة هذه العادة المنتشرة بين الطلبة حتى الآن، بل إن الأيام الماضية شهدت المدارس في آخر أسبوع قبل الإجازة نسبة غياب كبيرة جداً فاقت معدلاتها الطبيعية. وقال المواطنون: إن الأجواء المغبرة التي شهدتها الرياض منذ ساعات الفجر، سبب آخر في غياب الطلبة عن مدارسهم، منتقدين إدارة تعليم الرياض لعدم اطلاعها على نشرات الأحوال الجوية وتعليق الدراسة منذ وقت مبكر ما سبب لهم إرباكاً والاضطرار للاستئذان من العمل لإعادة أبنائهم للمنازل مجدداً. وأضاف أحدهم أن هذا التقصير أربك عدداً كبيراً من أولياء الأمور الذين يعملون في عدة قطاعات حكومية وأهلية. من جانبه، قال “معلم مرحلة ابتدائية ل”الشرق” إن نسبة الغياب بين المدرسين والطلاب في مدرسته تجاوزت 95%، موضحاً رفض عدد من أولياء الأمور السماح لأبنائهم بالدراسة بسبب الغبار، مبيناً اكتفاء بعض المدرسين بالتوقيع والعودة لمنازلهم. من جهة أخرى، تشهد أجواء الرياض منذ ساعات الصباح تدني في مستوى الرؤية بسبب موجة الأتربة والغبار ومازالت مستمرة، ونصحت وزارة الصحة من جانبها المواطنين والمقيمين في بيان رسمي بعدم التعرُّض للغبار والأتربة والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة بعد لبس الكمامات الطبية الوقائية، لافتة النظر إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي ما يتسبّب في حساسية الأنف. وبيَّن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة بعض الإرشادات الصحية التي قد تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية؛ كتجنُّب التعرُّض المباشر للغبار والعوالق الترابية، وعدم الخروج إلا للضرورة، ومتابعة أخبار النشرات الجوية، وإحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، وتنظيف المنازل بشكلٍ جيدٍ من آثار الغبار. ودعا المركز المواطنين والمقيمين إلى مراجعة أقرب مركزٍ صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، ونبه السائقين بإغلاق النوافذ جيداً أثناء القيادة، وتشغيل جهاز التكييف على درجة حرارة مناسبة. وأكّدت وزارة الصحة جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرّر بموجة الغبار والأتربة، خاصة منطقتَيْ الوسطى والشرقية قد اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء كبار السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادةٍ في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي، خاصة المصابين بمرض الربو. الرياض | محمد العوني