منعت إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس الأول، الروائي عبدالله المفلح من توقيع روايته «حكاية وهَّابيَّة»، من أمام جناح المركز الثقافي العربي. وقال المفلح ل «الشرق» إنَّ الرقابة منعت الرواية بسبب عنوانها، «وسُمِحَ بكتاب خالد الدخيل (الوهابية بين الشرك والقبيلة)»، موضحاً أنَّ التحفظ على الرواية كان بسبب عنوانها. وأشار المفلح إلى أنَّه حين تم منع عرض الرواية جزئياً، زار مكتب الرقابة، وكانوا متفهمين، ودار بينهم حوار، وشرح لهم أنه على استعداد لحجز الرواية بالكامل؛ لأنَّ سمعة المعرض «كنافذة وطنية للنمو الثقافي السعودي تهمني أكثر، وأنني لا أريد إثارة ضجيج، أو «شوشرة» قد تستفيد منها الرواية، وأنا أتفهم تحفظاتهم، رغم أني لا أوافقهم عليها». وشدد على أنَّ الهدف من اختيار هذا العنوان لروايته، هو أولاً لاستفزاز القارئ، «ولا عيب في اختيار عنوان تسويقي بشرط أن يكون المضمون متسقاً مع توقعات القارئ قوة وعمقاً وإثارة»، وثانياً وصف حكاية أبطال الرواية، يراد منه إيضاح أنهم في الحقيقة شخصيات طبيعية تختلف عن غيرها في النسق الثقافي والفكري والديني. وكشف أن «حكاية وهابية» كانت تباع «تحت الطاولة»، أمس الأول، وجرى منعها بعد ساعات قليلة، وطُلِب منه التوقف عن التوقيع للقُرَّاء رغم أنَّه يوقع واقفاً بلا منصَّة أو طاولة، واضطر إلى الابتعاد عن جناح المركز كي يوقع الرواية، التي أوضح أنها عمله الكتابي الأول، معبراً عن سعادته بما سمعه عن كونها قد تٰرشح للبوكر «وإن كنت أزعم أنَّهَا مجرَّد إشاعة، لكنها إشاعةٌ مُفرحةٌ على كل حال، وستعقب هذه الرواية مجموعة قصصية، وكتاب في الحب». وبيَّن أن الرواية تحكي عن صراع الإنسان من أجل البقاء، وسط الصراع بين المبدأ والواقع، الديني والدنيوي، الشخصي والعام، وأنها تروي حكاية من داخل الوسط الديني السعودي.. حكاية عن شباب خاضوا تجربتهم مع التدين كلٌّ بحسب شروط بيئته، موضحاً «حرصت أن تكون الرواية خليطاً من السيرة الذاتية والوصف للمرحلة بتفاصيلها، ولم أرد أن تكون مادة توثيقية جافة، كما لم أرد أن تكون سيرة خالصة فردية، كما أردت أن تكون خليطاً، وآمل أن أكون نجحت». وأشار إلى أنه استلهم الرواية من حياة شخصيات حقيقية جرى تغيير أسمائهم احتراماً لخصوصيتهم، «لكنني أضفت ورمَّمَت وتخيلت ما غاب عني من تفاصيل حيواتهم»، لافتاً إلى أنه عمل على نقل ووصف وتحليل لمرحلة «الصحوة» في المملكة، وما أحدثته من آثار. من جانبه، أوضح رئيس لجنة المطبوعات في معرض الرياض الدولي للكتاب يوسف اليوسف، أنَّ الرواية لم تُمنَع، لأنها طُرحت في المعرض بكميات قليلة مساء أمس الأول ونفدت، وكان هناك اعتراض على التوقيع أمام جناح المركز، وعلى العنوان المثير، لافتاً إلى أنَّ فسحها يحتاج دراسة ومراجعة، مشيراً إلى أنه كان من المفترض عدم إسقاط كلمة «وهَّابيَّة» على «رواية خاصة».