احتوى وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة خلافات كادت تتصاعد بين إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب وبعض الناشرين. حيث أكدت مصادر مقربة من وزير الإعلام ل"العربية.نت" أن الخلاف بدأ بعد القرار الذي أصدره المشرف على المعرض الدكتور عبد الله الجاسر أمس الجمعة 5-3-2010 بإغلاق جناح "دار الجمل" نتيجة وجود مخالفات في التعاقد بحسب ما أورد بيان إدارة المعرض. وفي التفاصيل، فإن هناك عدة أمور طفت على السطح خلال الأيام الماضية، حيث بدأت الأمور بمطالبة إدارة المعرض لدار النشر المعروفة "دار الجمل" باستبعاد ديوان شعري لأنه لا يمكن فسحه في السعودية لمخالفته الضوابط، وفيما ترددت دار النشر تم سحب الديوان ومنعه، وفي ذات الوقت قال الناشر نفسه إن إدارة المعرض سحبت جميع نسخ رواية عبده خال "إنها ترمي بشرر" للتأكد من محتواها، بينما أكد تصريح للمشرف على المعرض أن ما حدث غير صحيح وأن النسخ نفذت فقط بعد إعلان فوزها بالنسخة العربية من جائزة البوكر . وأكدت ذات المصادر أن إدارة المعرض طلبت فحص الرواية، وأن ذلك استمر فترة لم تستغرق وقتاً وأعيدت له دون سحبها وسمح بها في ظل أنباء عن أن ذلك الإجراء اتخذ بعد بدء المعرض إثر اشاعات تربط بين محتوى الرواية وأنها تمس شخصية شهيرة في البلد. وكان التصريح الرسمي السابق لوكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على المعرض الدكتور عبد الله الجاسر، وقال "إن دار الجمل للنشر والتوزيع قد أخلت إخلالاً واضحاً بالعقد الموقع معها من حيث الالتزام بالشروط والضوابط التي تضمنها العقد". وبين الدكتور الجاسر أنه اتضح لإدارة معرض الرياض الدولي للكتاب التجاوز الواضح والإخلال بالعقد الموقع مع الدار فقد تم إقفالها". خوجة يتدخل يذكر أن اليوم الأول من المعرض شهد مصادرة رواية "ترمي بشرر" من جناح دار الجمل، ومن ثم إعادتها مرة أخرى إلى أرفف الجناح كما قال صاحب الدار خالد المعالي، مبدياً استغرابه من الأمر وقال "الرواية طبعت أكثر من مرة، وقد تسبب السحب السريع والإعادة الأسرع إلى حالة من عدم الاطمئنان لدى دور النشر، وكذلك لدى زوار المعرض". الحل السريع جاء من مسؤول أعلى حيث في نفس اليوم وبعد صدور قرار إغلاق جناح "دار الجميل" وبعد سماع وزير الثقافة والإعلام بالموضوع قام بزيارة المعرض وألغى قرار الإغلاق دون إصدار بيان آخر معاكس وعادت الأمور إلى نطاقها وتم احتواء الأمر. وفي نفس زيارة الوزير خوجة توجه الأخير بحسب شهود عيان أيضاً إلى جناح دار الساقي الشهيرة وسألهم "أين كتب تركي الحمد"؟ وتحدث معهم . ويأتي ذلك بعد شائعات خلال الأيام الماضية عن منعها، فيما تؤكد المصادر أن الأمر اقتصر على أن الدار نفسها واجتهاداً منها لم تحضر الكتب، ويتوقع بعد سؤال الوزير أن يتم توفيرها في الأيام المتبقية من المعرض. إغلاق مواقع يذكر أن ما أثير مؤخراً من بيان نسب إلى النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي من منع الاختلاط في المعرض وانفرد بنشره موقع معروف، قد تسبب في حجب الموقع المذكور بعد قيام هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بحجبه بعد أقل من يوم من نشر الخبر. بينما لم يصدر عن الجهة المشرفة على المعرض أي تعليق حول ذلك. ومن جهته، نفي وكيلها المساعد للإعلام الداخلي المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الرحمن الهزاع منع الزيارات العائلية لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، مؤكداً أن الخطط التي وضعتها الوزارة تسير على حسب ما خطط لها. تواقيع المؤلفات المعرض يستقطب عددا كبيرا من الزوار وفي الوقت نفسه واصل عدد من المؤلفين طباعة أعمالهم في هدوء بعد الالتزام بالتعليمات، وكان من أبرز الموقعين الكتاب: أحمد العطوي " أنماط القراءة النقدية "، وخالد فيصل الفرم "الإعلام الجديد والصحافة الإلكترونية"، وجهاد فاضل "المنارة والبحار.. دراسة في شعر عبد العزيز محيي الدين خوجة"، وسعيد بادويس "الموت المصفى"، وسعيد الوهابي "كنت مثقفاً"، وجمعان الكرت على قصصه القصيرة "سطور سروية"، والروائي فالح الصغير "المرفوض"، وعيد الخميسي "تعبير"، وأحمد عطيف "زجاج" والدكتورة عائشة الحكمي "عينيك قررت أن أحب"، والشاعر موسى عقيل "قلب الريح"، وعبير المعداوي "أحضان الشوك"، وماجد الغامدي "الإعلام بالأرقام"، ومها النهدي "شهقت باب"، ورذاذ اليحيى "بعيداً إلى السماء أقرب". يذكر أن رئيس اللجنة الإعلامية لمعرض الرياض للكتاب محمد عابس سبق وأكد أن عدد المتقدمين لتوقيع كتبهم في معرض الكتاب الدولي إلى الآن بلغ أكثر من 100 كتاب متوقعاً أن يزيد عددهم خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة دليل على تميز هذا المعرض ونجاحه في إيصال رسالة المبدع إلى القارئ، ومبيناً أن هناك أكثر من 650 دار نشر ستقوم على تسويق الإنتاج الإبداعي في هذا المعرض. حركة المعرض أحد الأجنحة في المعرض وفيما كان هناك شبه اتفاق على حركة مبيعات جيدة من قبل معظم العارضين شهد المعرض حركة حضور ممتازة وكان هناك إشادة بأفضلية التنظيم، ووجود كتب وعناوين جديدة، ونوعية البرامج المصاحبة للمعرض من ندوات ومحاضرات ولقاءات تلفزيونية متنوعة مع شخصيات مختلفة محلية وعربية وعالمية. ولم تكن هناك اعتراضات واضحة على الأسعار بالرغم من اختلافها عن المعارض الأخرى في بلدان عديدة مع كونها نفس الدور. وعلى صعيد أبرز الكتب تصدرت الأعمال الروائية عموماً وعدد من الكتب قائمة الأكثر طلباً. ففي دار الساقي استحوذ كتاب "الشرق في زمن التحولات"، الذي يتحدث عن الملك سعود، وهو من تأليف جاك ميشان، و"الأرجوحة" لبدرية البشر، و"ليلة واحدة في دبي" لهاني نقشبندي على اهتمام الحضور. وفي دار الانتشار جاء "نحن والإرهاب" لمحمود علي المحمود، ورواية "السطر المطلق" لعبد الواحد الأنصاري، ورواية "الشيوعي الأخير" لإبراهيم الوافي الأكثر إقبالاً، أما في دار الوراق فجاء "بدو وسط الجزيرة" لجوهن جاكوب كأفضل طلب . كما اتضح الإقبال على كتب عبد الله الغذامي و"ثلاثية أحلام مستغانمي" وإدوارد سعيد "خارج المكان"،و"أميركا" لربيع جابر، وفي دار الريس لا يزال كتاب "صخور النفط" لعبد الله التركي، وأعمال الشاعر للشاعر محمود درويش، و"صدام يمر من هنا" لغسان شربل. وهناك كتب تحظى باهتمام أيضا مثل: "زمن الخليج "، و"إيران تستيقظ ..مذكرات الثورة والأمل"، و"الحرية الدينية في السعودية" للشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، وضمت قائمة أكثر الأجنحة زيارة دور: "الساقي" و" رياض الريس" و"الانتشار العربي" و"دار الفارابي". الأنشطة المصاحبة من جانب آخر، أطلق مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني دوراته عن فن الحوار ضمن أنشطة معرض الرياض الدولي للكتاب في مركز المعارض التي تستمر حتى يوم الخميس المقبل. وتتناول الدورات ثلاثة موضوعات: (الحوار الزوجي، المحاور الناجح، وحوارنا مع أبنائنا)، حيث خصصت أيام السبت والأحد والإثنين الأولى للرجال والشباب، والثلاثاء والأربعاء والخميس للسيدات والفتيات. كما تواصلت اليوم إقامة الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، حيث تعقد فعاليتان مساء اليوم. الأولى عند الساعة السادسة والنصف والثانية عند الساعة الثامنة والنصف، وهي محاضرة بعنوان "تجربتي في كتابة السيرة الذاتية"، يقدمها عبد الله مناع، ويديرها حسن النعمي. والثانية ندوة بعنوان "الثقافة العلمية والتنمية الوطنية"، يشارك فيها خضر الشيباني ويحيى أبو الخير وأمل فطاني، ويديرها عبد الله القفاري وميسا الخواجا. وتتواصل فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في ظل حضور كثيف متوقع في رابع أيامه حيث ارتفعت نسبة المبيعات بشكل غير متوقع في الأيام الأولى وهو ما كان يحدث في الأعوام السابقة مع وسط ونهايات أيام المعرض.