دخل المسح الوطني الميداني للصحة وضغوطات الحياة محطته الثالثة أمس ببدء تطبيقه في المنطقة الشرقية، بعد منطقتي الرياض ومكة المكرمة. ورافقت «الشرق» الباحثين في المسح الميداني، حيث رصدت قبولاً من الجمهور المستهدف للتفاعل مع المسح الميداني. وأبدى منصور الحربي سعادته بإجراء مثل تلك الدراسات التي تهدف إلى وضع الاستراتيجيات المقبلة على ضوئها، ودعا المستهدفين بالمسح إلى التعاون مع الباحثين وتسهيل مهمتهم وتقديم الإجابات الصحيحة. وأشار عماد الصباغ إلى أن الفكرة جيدة خاصة وأن الهدف في النهاية يصب في مصلحة الجميع بتقديم أفضل الخدمات، مطالباً بالتعاون التام مع الباحثين واستقبالهم وعدم التردد في الحصول على أية معلومات مبهمة. وأكد الباحثان الميدانيان ماهر الزبيدي وتامر خالد أن هناك من يتقبل دخولنا وهناك من لا يقتنع بأهمية تلك الدراسات، وبعضهم يمتنع عن الإجابة على بعض الأسئلة التي يرى فيها نوعاً من الإحراج، وأشارا إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجههما تتمثل في الوصول إلى الشخص المستهدف. وقالا إن المعلومات المتاحة لديهما عن السكان تعود إلى عام 2010 وهذا في حد ذاته يشكل عقبة حيث إنه من المؤكد أن ثمة تغيرات عديدة طرأت على تلك البيانات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. من جانبها، بيّنت مديرة المشروع الاختصاصية النفسية منى شهاب أن المسح الوطني الميداني هو دراسة فريدة من نوعها ومهمة تقدم للأطباء ولأصحاب القرار في المملكة رؤية واضحة بهدف تأسيس خدمات صحية ملائمة في المملكة. ولفتت إلى أن الاضطرابات الناتجة عن ضغوط الحياة تعد من أكبر المشكلات الصحية في المجتمع على مستوى العالم، ويمتد تأثيرها ليشمل كل الأعمار والثقافات والمستويات المادية. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية لاحظت وجود فارق كبير بين المعروض من الخدمات الصحية في هذا المجال وبين الطلب عليها فقررت أن تبدأ بمبادرة لقياس مدى انتشار هذه الأمراض في عدة دول بالتعاون مع جامعتي هارفارد وميتشاجن، وتحديد العوامل المسببة لها، ونتائج علاجها. وأجري المسح في 29 دولة حتى الآن وتطمح المملكة في تنفيذ برنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة، بهدف تقدير حجم هذه الاضطرابات في شتى مناطق المملكة ومقدار الإعاقة الناجمة عنها. وقالت إن المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة سيكون بحثاً وبائياً ميدانياً، يستخدم عينة ممثلة لكافة السعوديين في المدن والريف من 10 آلاف مفردة (ذكوراً وإناثاً) بين 15 – 65 سنة؛ يتم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة يقع عليها الاختيار حسب توزيع العينة العشوائية، الذي سيغطي مناطق المملكة الثلاث عشرة. وستجرى مقابلات أفراد العينة وجهاً لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء، ويتألف كل فريق من رجل وامرأة لمقابلة الرجال والنساء كل حسب جنسه. ويستخدم في جمع البيانات خلال المسح أداة الاستبيان المطورة من قبل جامعة هارفارد. وأضافت أن فريقاً سعودياً من الأطباء والمترجمين المعتمدين قام بترجمة هذه الأداة، وراجعها فريق من الخبراء. وأوضحت شهاب أن المشروع هو من برامج مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ويجرى تحت مظلة المركز بدعم من شركاء استراتيجيين مثل شركة سابك، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أبراج كابيتل، ووزارة الصحة، وجامعة الملك سعود، وشركاء تقنيون مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وزارة الاقتصاد والتخطيط ومصلحة الإحصاء، فضلاً عن شركاء دوليين كمنظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد، وجامعة ميتشاجن. وقالت إن هناك فريقين يتألف كل منهما من 9 إلى 10 أشخاص بينهم ماسحون و باحثون.