ووري جثمان الروائي الراحل إبراهيم الناصر الحميدان، الثرى عصر أمس، في مقابر «النسيم»، وسط حشد من المحبين والمثقفين الذين عاصروه، عقب الصلاة عليه في جامع الراجحي (شرقي الرياض). وتوفي الحميدان أمس الأول بعد حياة امتدت لتسعة عقود من سرد القصص والروايات. وقال الكاتب خالد قماش ل «الشرق»، إن الراحل يعد من رواد الرواية السعودية، مشدداً على ضرورة تكريمه التكريم الذي يليق بما قدمه من أعمال ومنجزات، مطالبا المؤسسات الأدبية بالاحتفاء به. وأوضح أن الراحل كان من جيل الكلاسيكيين الذين تتلمذ على أيديهم كثير من الروائيين وساردي القصص بشكل عام، مشيرا إلى أن الحميدان أثرى الساحة الثقافية بالنتاج الأدبي. وأكد عضو مجلس الشوري، الناقد الدكتور سعد البازعي أن الحميدان مثل المشهد الثقافي في المملكة بكل براعة، مبيناً أن الأعمال السردية التي أنتجها ركزت على البعد المحلي بشكل قوي، وأنتج الرواية السعودية بامتياز من خلال البيئة النجدية والحجازية. ولفت البازعي إلى أن الفقيد فتح طريقاً مضيئاً لكافة كتاب السرد من خلال اللغة، وتقنياته الغنية في الكتابة السردية، التي كانت جديدة في مرحلة الستينيات، حيث لم يكن هناك أحد يكتب بمثل طريقته، وأضاف: كان رائداً على المستوى المحلي من خلال الرواية السعودية من خلال معاصرته لحامد دمنهوري وعديد من الكتاب والأدباء المؤثرين في أبناء جيلهم. من جهته، أشار الروائي عبده خال إلى أن الفقيد كان حديث جميع الأدباء والمثقفين خلال اليومين الماضيين، لافتا إلى أنه بدأ يكتب في الرواية قبل أن يهتم بها أحد، وكانت مهملة. وقال: كان محباً للكتابة السردية وتقديم كل جديد حولها بدأب وجهد، ولم يسعَ له أحد، مشيرا إلى أن العادة، في كل الفنون، إذا أمضى شخص في حياته منتجاً وكاتباً في فرع من الفروع، يكتسب الريادة عن جدارة، والراحل اكتسب الريادة في الأدب المحلي. بدوره، بيّن الناشر عادل الحوشان أن الفقيد كان من رواد الرواية، وألهم كثيراً من أبناء الجيل الحالي، والجيل الذي عايشه، وأنه سيظل مؤثراً على الأدب السعودي وللراوية تحديداً، لافتاً إلى أن أوساط الأدباء والمثقفين كانوا يتمنون البقاء بقربه والاهتمام به قبل وفاته. وقال: كان من المفترض الاعتناء بمثل هذا الرمز الذي ظل قرابة 70 عاماً مفكراً وأديباً ومؤلفاً وسارداً لأجمل القصص وأروعها، وظل طوال عمره بعيداً عن الأضواء. وتابع: «كان الراحل من أوائل الذين قرأت لهم حتى في الفترات المبكرة للكتابة»، مضيفا أنه تعرف عليه كصديق في فتراته الأخيرة بحكم فارق السن. .. وآخرون يقومون بوضع الجثمان في اللحد خروج المصلين بعد أداء الصلاة على الجنازة أحد أبناء الفقيد أثناء تلقيه التعزية (تصوير: حسن المباركي)