في الحياة من العجائب ما يجعل الولدان شيباً، وفيها من المفارقات ما يدفع المرء لمراجعة مفاهيمه مرة تلو المرة، لمحاولة استيعاب التناقضات التي تحيط به من كل حَدَبٍ وصَوْب. كذلك هي أفعال النساء، تختلف ردود الأفعال حيالها إن صدرت من الرجال، فحين يضرب الرجل زوجتَه لا يكون في الأمر غرابة، وإن كان الفعل مستهجناً، لكن حين تضرب المرأة زوجها يأخذ الأمر مأخذ الطرافة ويصبح التندر من الفعل سيِّد المشهد. ذات مرة رأيت امرأة توجه صفعات متتالية لوجه رجل في الشارع وهو عاجز عن حماية وجهه؛ لأنه يحمل بيده طفلاً رضيعاً ويُمسك بيده الأخرى طفلاً يقف بجواره، فلم أعرف هل أضحك على هذا الفعل أم أبكي؟ وماذا فعل الرجل بهذه المرأة لتهينه بهذه الطريقة في الشارع؟ وروت لي صديقة أنها صفعت ذات مرة شاباً كان يضايقها في السوق، وحين تجمهر الناس حولهما بسبب الصوت المدوي الذي أحدثته الصفعة قال الشاب: لماذا تنظرون إليَّ هكذا؟ ألم تروا في حياتكم أماً تضرب ابنها؟ فاكتفت صديقتي بالصفعة ولم تعلِّق على كذبة الشاب مما جعل الجموع تنفضّ! الزبدة: أن ضرب الرجل للمرأة قد يحدث عاهات ويخلِّف كدمات، لكنَّ ضرب الأنثى للرجل يفتح الباب للنكتة؛ لأنَّ علاقة الأنثى بالذَّكَر مثل علاقة الزجاجة بالحجر، فهي التي تتهشَّم سواء سقطت عليه أو سقط عليها!