عافية الله.. المقرصة الحامية.. وحمار القايلة.. العبارات السابقة كانت تمثل رعباً حقيقياً ترتجف له القلوب وتتحقق من خلاله مطالب أهالينا أياً كانت صعوبتها أو طبيعة تحقيقها. تذكرت تلك الخزعبلات أو أسماء أفلام الرعب -إن شئتم– التي يعلن عنها أهلنا على مدار اليوم لتخويفنا ونحن أطفال لنذعن لأوامرهم أو نستسلم لمطالبهم أو لنتنازل عن متطلباتنا ذات السقف المنخفض جداً، فبمجرد أن يطلق أحدهم عبارة (ترى إن لم تفعل كذا يجيك حمار القايلة) فإنك ستستسلم فوراً ودونما نقاش وتذعن لمطلبه خوفاً من حمار القايلة الذي صور لك وكأنه وحش كاسر لا هم له في الحياة إلا الفتك بك. عادت بي الذاكرة إلى الوراء لأستعيد مشاهد من تلك الذكريات الطفولية المريرة وأنا أقرأ عبر وسائل الاتصال وقنوات التواصل الاجتماعي وتحديداً تويتر، تلك القصص المفزعة عن الإثيوبيين وزحفهم الجارف نحو بلادنا وكأنهم (جوجو وماجوجو)، لقد تفنن البعض في حبك قصص وهمية عن هؤلاء الإثيوبيين وكأن البلاد بلا أمن –لا سمح الله– أيها الأحبة، دعونا نستخدم عقولنا ولو لبعض الوقت، فهل من المعقول أن نسلم أنفسنا لمروّجي الشائعات؟! أحبتي، هناك أشخاص مشبوهون يدارون من قِبل جهات خارجية تسعى لزعزعة الأمن وإحداث الفوضى في بلادنا عبر إطلاق مثل هذه الشائعات والمبالغة في تصوير بعض الأحداث البسيطة، فتجاهلوهم ليختفي حمار القايلة!