منذ اكتشاف النفط في المملكة في الثلاثينات من القرن الماضي، كان الساحل الشرقي والخليج العربي هما الجبهة الوحيدة لأرامكو السعودية، إلا أن كل ذلك على وشك أن يتغير. بدءاً من هذا العام ستبدأ أرامكو السعودية في التنقيب والاستكشاف عن الغاز الطبيعي في البحر الأحمر ومن المتوقع أن تبدأ الشركة عمليات التنقيب والحفر في المياه العميقة فيه بنهاية هذا العام، بحسب ما عبر عنه النائب الأعلى لرئيس الاستكشاف والإنتاج في أرامكو السعودية “أمين الناصر” خلال كلمة القاها في أكتوبر الماضي في منتدى لصناعة النفط والغاز في العاصمة البحرينية المنامة. وليس الغاز هو الشئ الوحيد الذي ستبحث عنه أرامكو في البحر الأحمر، إذ ستمتد عمليات الاستكشاف لتشمل النفط كذلك بحسب ما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة المهندس “خالد الفالح “في ديسمبر من العام الماضي في حوار أجرته معه قناة بلومبيرج للاخبار الاقتصادية. وكانت أرامكو قد أعلنت في وقت سابق أنها ستقوم بالحفر والتنقيب عن الغاز في المياه الضحلة في البحر الأحمر العام الجاري، وستنطلق للبحث عنه في المياه العميقة في العام القادم، إلا أن تصريحات الناصر أظهرت أن الشركة عدلت من مخططها السابق. ولكن لماذا البحر الأحمر ولماذا الآن؟ الاجابة كما أعلنتها أرامكو السعودية من قبل هو الزيادة السكانية الهائلة على الساحل الغربي للمملكة إضافة إلى بحثها عن موارد جديدة لمواكبة الطلب المستقبلي على النفط والغاز. الساحل الغربي في أيامنا هذه كما تظهر أرقام مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات هو أكثر امتلاءاً بالسكان من وسط وشرق المملكة، حيث تُظهر الأرقام أن عدد السكان الذين يعيشون على الساحل الغربي يصلون إلى 13.7 مليون نسمة أي ما يعادل نصف إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليوناً. وسبق وأن ذكر الفالح في نفس الحوار أن التنقيب عن الغاز في البحر الأحمر سيكون أحد أهم مشاريع الاستكشاف للشركة نظراً لأن غالبية الطلب المحلي على الطاقة في المملكة يحدث في المنطقة الغربية، مضيفاً أنه في حالة اكتشاف مصادر غاز كافية هناك فإن هذا سيساعد كثيراً في التقليل من حرق النفط الخام لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه في محطات الساحل الغربي. ومحطات التحلية وانتاج الكهرباء على الساحل الغربي هي أكثر منها على الساحل الغربي. أمين الناصر | ارامكو السعودية | البحر الاحمر | السعودية | تنقيب | خالد الفالح | غاز طبيعي | نفط