عند الحديث عن النفط والغاز ومشروعات أرامكو السعودية فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هوالمنطقة الشرقية والخليج العربي، ولكن هذا على وشك أن يتغير، إذ تعكف أرامكو حالياً على بدء عمليات استكشاف الغاز الطبيعي في البحر الأحمر في محاولة منها لإيجاد حقول جديدة لتوفير مصادر طاقة بديلة عن النفط الخام الذي يتزايد حرقه يومياً لمواكبة الطلب المحلي على الوقود والكهرباء والمياه. وسوف تبدأ الشركة أعمال التنقيب عن الغاز في المياه الضحلة في البحر الأحمر في العام المقبل ومن ثم تنطلق للتنقيب عنه في المياه العميقة في العام الذي يليه 2012 بحسب خطط الشركة التي أعلنها مسؤولوها مؤخراً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو المهندس خالد الفالح في حوار مع قناة بلومبيرج الاقتصادية الأسبوع الماضي تم نشرة أمس أن شركته تجري حالياً عمليات استكشاف وصفها بأنها "مكثفة" عن الغاز الطبيعي في البحر الأحمر، متوقعاً أن يبدأ إنتاج الغاز من البحر الأحمر بعد عام 2015. وقال الفالح إن التنقيب في البحر الأحمر سيكون أحد أهم مشاريع الاستكشاف للشركة نظراً لأن غالبية الطلب المحلي على الطاقة يحدث في المنطقة الغربية، مضيفاً أنه في حالة اكتشاف مصادر غاز كافية هناك فإن هذا سيساعد كثيراً في التقليل من حرق النفط الخام هناك. وإلى جانب البحر الأحمر تبحث أرامكو كذلك عن الغاز في منطقة الجلاميد شمال المملكة والتي توقع الفالح أن يبدأ الإنتاج منها في عام 2015 كذلك حيث تجري الشركة عمليات تنقيب واستكشاف واسعة هناك. وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية قد أعلنت في فبراير من العام الماضي عن اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في منطقة حزم الجلاميد، سيعزز من طموح المملكة في أن يصل حجم إنتاجها اليومي من الغاز إلى 13 مليار قدم مكعبة قياسية في 2020. ولن يكون استكشاف البحر الأحمر سهلاً بالنسبة لشركة أرامكو لأنه سيكون منطقة جديدة على الشركة تختلف جغرافياً وبيئياً بشكل كامل عن منطقة الخليج العربي التي تحفظها الشركة عن ظهر قلب، وهو الأمر الذي عبر عنه مدير التنقيب بأرامكو في منطقة الظهران علي الحواج في تصريحات سابقة بأنه سيكون بمثابة التنقيب في "دولة جديدة". ولا تتوفر خرائط مسح سيزمي كافية للبحر الأحمر تبين أماكن تواجد الغاز وهو ما يعني أن شركات المسح السيزمي الموجودة في المملكة سيكون لها فرصة كبيرة في السنوات الخمس المقبلة للحصول على مناقصات جديدة. ومن أبرز الشركات التي ستتنافس على كعكة البحر الأحمر الشركة العربية للجيوفيزيقيا والمساحة (أركاس) التابعة لشركة "طاقة" المملوكة جزئياً من قبل الحكومة السعودية إضافة إلى شركات أخرى مثل شركة المسح النرويجية "بتروليوم جيو سيرفيسيز" و"ويسترن جيكو"، وهي وحدة تابعة لشركة شلومبرجير الفرنسية وشركة "فوجرو". وسبق أن قدمت هذه الشركات عروضها لتنفيذ مسح سيزمي في البحر الأحمر لمصلحة أرامكو. وكان الرئيس التنفيذي لشركة أركاس قد أخبر بلومبيرج في أبريل الماضي أن أرامكو قد اقتربت من ترسية مناقصة المسح السيزمي في البحر الأحمر على إحدى الشركات المتقدمة ولكنه لم يحدد متى سيتم الإعلان عن الترسية. وتركز شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة حاليا على زيادة إنتاج الغاز من حقول واسط وكران والخرسانية بعدما أكملت برنامجا ضخما للتوسع في إنتاج النفط العام الماضي رفع إنتاجها إلى 12 مليون برميل يوميا. وأوضح الفالح الأسبوع الماضي في دبي أن الشركة ستبدأ تشغيل أكبر محطاتها للغاز وهي محطة واسط في عام 2014 لسد الطلب المحلي على الغاز الذي ينمو بين 5% و 6% سنوياً.