لم يكن البحر الأحمر في السابق بالنسبة لأرامكو السعودية منطقة مستهدفة لعمليات التنقيب عن النفط أو حتى الغاز، ولكن الزيادة السكانية الهائلة على الساحل الغربي للمملكة إضافة إلى بحث الشركة عن موارد جديدة لمواكبة الطلب المستقبلي دفعاها إلى اقتحام البحر الأحمر من خلال عقدين جديدين للبحث عن النفط والغاز. وقالت مجموعة الشعيبي في تصريحات إلى "الوطن" أمس أنها بدأت هي وشركاؤها الدوليون البحث عن النفط والغاز في البحر الأحمر في شهر فبراير الماضي؛ بعد فوزها بعقدين من شركة أرامكو الأول سوف يذهب إلى شركة أرك أكس البريطانية أما الثاني لشركة إي إم جي إس النرويجية. وستستخدم الشركات تقنيات متطورة وحديثة جداً في عمليات البحث نظراً لملوحة مياه البحر وطبيعة الصخور فيه، ومن المفترض أن تنتهي الشركتان من أعمال التصوير السيزمي ثلاثي الأبعاد والتصوير الكهرومغناطيسي والجيوفيزيائي لمكامن النفط والغاز الموجودة في البحر الأحمر بنهاية الربع الثاني من هذا العام. وقالت الشعيبي في نشرة داخلية للشركة أرسلتها إلى الوطن أمس إن "أرك إكس" التي تتخذ من كامبريدج في بريطانيا مقراً لها ستبدأ عمليات المسح في ثلاث مناطق في البحر الأحمر، حيث بدأت في المنطقة الأولى مضيفة أنه من المنتظر أن تنهي المسح في كل المناطق الثلاثة بنهاية الربع الثاني من العام الجاري. وأضافت الشعيبي نقلاً عن إي إم جي إس النرويجية أنها ستقوم بتجميع بيانات البحر بالتصوير الكهرومغناطيسي ثلاثي الأبعاد في مدة ثلاثة أشهر ابتداءً من بداية الربع الثاني. وستنقب أرامكو عن الغاز في المياه الضحلة في البحر الأحمر العام الجاري ومن ثم تنطلق للتنقيب عنه في المياه العميقة في العام القادم 2012، ويتوقع الفالح أن يبدأ إنتاج الغاز منه بعد عام 2015. ولكن العقود الجديدة تشمل البحث عن النفط كذلك. ولكن استكشاف البحر الأحمر لن يكون سهلاً بالنسبة لشركة أرامكو وستواجه الشركة تحديات لتحقيقه؛ لأنه البحر الأحمر منطقة جديدة على الشركة تختلف جغرافياً وبيئياً بشكل كامل عن منطقة الخليج العربي التي تحفظها الشركة عن ظهر قلب، وهو الأمر الذي عبر عنه مدير التنقيب بأرامكو في منطقة الظهران علي الحواج في تصريحات سابقة، بأنه سيكون بمثابة التنقيب في "دولة جديدة". كما أن الاستكشاف والتنقيب لا يعني بأي حال الحصول على كميات تجارية وواعدة وكافية، وسرعة التنقيب واكتشاف مكامن واضحة للحفر والاستخراج لن تكون أمراً سهلاً، ولكن أرامكو أثبتت في مرات كثيرة أنها تسير بنفس سرعة عقارب الساعة التي تسابقها كل يوم لتوفير الطاقة لعالم لا يتوقف عن النمو. والساحل الغربي اليوم هو أكثر امتلاءً بالسكان من وسط المملكة أو الساحل الشرقي لها، حيث تظهر أرقام مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن سكان المملكة الذين يعيشون على الساحل الغربي يصلون إلى 13.7 مليون نسمة، أي ما يعادل نصف عدد سكان المملكة البالغ 27 مليوناً، فيما يتوزع الباقون على المناطق الداخلية والمنطقة الشرقية. وأمام هذه الزيادة الهائلة في الكثافة السكانية والنمو البشري لم يكن أمام أرامكو السعودية غير أن تبدأ بالتنقيب عن الغاز الطبيعي هناك لمواكبة الطلب على انتاج الكهرباء وتحلية المياه.