القاهرة – محمد عادل، محمد إبراهيم مصدر عسكري لالشرق: السيسي أكد حياد المؤسسة العسكرية وعدم تدخلها في خلاف السياسة. تعيش القوى السياسية في مصر حالةً من الترقب في انتظار موقف من المؤسسة العسكرية تجاه دعوات استدعائها للحياة السياسية مجدداً، ويبدي التيار الإسلامي انزعاجاً شديداً من هذه الدعوات وينتظر رفضا واضحا من العسكريين لها، فيما تشير أحزاب خارج السلطة وشخصيات عامة إلى خطورتها على تماسك الدولة، لكن المشهد لم يخلُ من سياسيين معروفين أيّدوا علناً عودة الجيش إلى الحكم وتنحية الرئيس الحالي محمد مرسي. ويقول عضو البرلمان السابق وجبهة الإنقاذ الوطني، الدكتور محمد أبو حامد، إنه يؤيد تدخل الجيش ل «حماية الدولة من الإخوان» ولا يرى فيه انقلابا على الشرعية. ويعتبر أبو حامد، بحسب تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن «الجيش المصري هو القوة الوحيدة القادرة على الإخوان وميليشياتهم المدربة»، ويضيف «نحن نخاف على مصر من سياسات الإخوان، أما هم فلا يخافون عليها ويبيعون كل شيء حتى الآثار ويستخدمون أساليب قمعية لا حصر لها وأنا أحد من طالتهم أيادي الإخوان في مظاهرة سابقة». وتتسم علاقة محمد أبو حامد بالإخوان بتوترٍ شديد نتيجة هجومه الحاد على الجماعة ونوابها في البرلمان السابق، ويتهمه الإخوان بالقرب من رجل الأعمال المعروف برفضه لتيارات الإسلام السياسي نجيب ساويرس، كما تنتقد المعارضة أيضاً أبو حامد لتأييده العلني لمرشح الرئاسة السابق وآخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، أحمد شفيق. في المقابل، يصف المتحدث باسم الإخوان، الدكتور أحمد عارف، دعوات عودة الجيش للحكم ب «العار على الداعين لذلك»، لافتا إلى ما سمَّاه تناقضا بين دعوة ليبراليين الجيش للعودة إلى السلطة ومناداتهم في ذات الوقت بتطبيق الديمقراطية التي تعني حكم المدنيين المنتخبين. ويرى عارف، في تصريحاتٍ ل«الشرق»، أن عودة الجيش مجددا للحكم ستعني «عودة مصر إلى سجن مظلم مرة أخرى». ويعتقد مراقبون للعلاقة بين الرئاسة والجيش أن الأخير سينأى بنفسه عن الصراع السياسي وسيتجاهل هذه الدعوات دون إبداء موقفٍ علني منها حتى لا يُتهم بالانحياز للإخوان المسلمين. وأثار لقاءٌ بين الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس في القاهرة جدلا حول موقف الجيش من الصراع السياسي بين الإخوان والقوى المدنية، لكن خبراء في علاقات البلدين اعتبروها زيارة طبيعية لأن علاقة القاهرة بواشنطن عسكرية وأمنية بالأساس. وقال مصدر عسكري مصري ل «الشرق» إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تباحث مع وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أمس في مكتب الأخير بالقاهرة حول العلاقات الاستراتيجية والأمنية بين البلدين وسبل دعمها، وأضاف أن وزير الدفاع المصري هنأ ضيفه كيري على توليه مهام منصبه كوزير خارجية للولايات المتحدة. وذكر المصدر أن اللقاء تطرق إلى الحديث المثار حالياً في مصر حول تدخل الجيش في النزاع السياسي مجدداً وأن وزير الدفاع المصري شدد على عدم تدخل الجيش في المشهد وعلى أن الخلافات السياسية شأن داخلي بين الأحزاب المصرية. وأوضح المصدر أن الفريق أول السيسي لفت إلى كون الجيش على الحياد من مختلف طوائف الشعب المصري وإلى أن شغله الشاغل هو حماية الأمن القومي المصري كما نبَّه إلى رفض الشعب الوصاية الخارجية. بدوره، يطالب البرلماني السابق صلاح عبدالمعبود، وهو قيادي في حزب النور السلفي، السياسيين بالكف عن نغمة عودة العسكريين باعتبار أنها ستمثل انتكاسة للديمقراطية الوليدة في مصر، منبهاً إلى ضرورة عدم شغل الجيش عن مهمته الرئيسة وهي حماية حدود مصر وتأمينها في مواجهة أي عدوان خارجي.