نحن هنا؟! كل عام تقوم «موهبة» بالإعلان عن إقامة المنافسات ذات الأهداف السامية، التي تتطلع لنشر ثقافة الإبداع والابتكار والوعي بأهميته بين الطلاب، ومنح الفرص للموهوبين، بعرض أفكارهم واختراعاتهم وتحفيزهم ودعمهم، وجهود موهبة التي تقدمها لطلابنا الموهوبين محل أنظار الجميع، لكنها قد تغفل عن أمر مهم، وهو ما يحتاجه الطالب الموهوب ليكون مؤهلاً للمشاركة في المنافسات، ألا وهو الرعاية أو الدعم المادي والمعنوي الذي يجب أن يُوفر له داخل المدرسة، عن طريق الإدارة والمعلم المخصص برعاية الموهوبين. فالموهبة (طاقة خام) تحتاج إلى صقل ورعاية وإرشاد؛ حتى تُنتج بشكل سليم ومفيد، وهذا دور معلم رعاية الموهوبين، فالموهوب إذا توفر له الدعم الكافي سوف تتولد لديه الخبرة، ويصبح قادراً على منافسة المبتكرين، أما بدون معلم الموهوبين ستنعدم الخبرة والكفاءة، وقد يفقد فرصة الظهور وتدفن موهبته. فأرجو أن تكون هناك شراكة بين موهبة ووزارة التربية، ويتمثل دور موهبة برعاية الموهوبين داخل مدارسهم بالطرق الممكنة كافة، هذا بالإضافة إلى تدريب عدد كبير من المرشدين التربويين لرعاية الموهوبين وإرشاد الطلبه عامة وتوجييهم لجميع المدارس. خسرنا الكثير من الطاقات التي لم تستطع الظهور ولم يسلط عليها الضوء، وهذا بسبب الثغرة بين الموهوب والخبرة التي يجب أن يكتسبها من معلم رعاية الموهوبين أو المرشد التربوي، وأقصد بالخبرة استراتجيات التفكير والعمل الإبداعي ومفاهيم الابتكار وغيرها، التي يجهلها الموهوب. وسنخسر أكثر إذا بقيت هذه الفجوة!