عرفناك حينما عرفت الله، وأحببناك حينما أحببت رسول الله، عشقناك في (مصارع العشاق) وكانت كلماتك: أتيناكم نخب السير خباً ** ونحمل في زوايا القلب حباً أتيناكم فهيّا سامحونا ** وهيّا فاغفروا يا رب ذنباً سفيرة إلى كل قلبٍ ليس له من رجاءٍ عند ربه إلا حب الصالحين، وأنت إن شاء الله منهم ولا نزكي على الله أحداً.قيل لي لماذا تحب عائض القرني؟قلت: لأني عاشق ولأنه عائض وأسمى درجات العشق أن تُحب من لا تعرفه، وليس بينك وبينه إلا رابطة لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله، هو عائض بلغة المصريين والحجازيين وعايض بلغة اليمنيين فهو عوض عن كل فقيد، ونحبه ولو كان حباً من بعيد.جدك أويس، فأنت يماني المنبع، حجازي المطلع، لغير ربك لا تخضع ولا تركع. أتحفت صدورنا برائعة (لاإله إلا الله) وإلياذة (تاج المدائح).حملت براءة أبي ذر وبلاغة علي وفصاحة الحسن، عرفنا قدر حبك لدينك وبلدك وكل بلاد المسلمين حينما قلت هذه (أمريكا التي رأيت).حينما قدمت إلى اليمن كنت أعزّ من دخلها، وأحبّ من قدم إليها، وكلٌ يحث الخطى ليسمع عائضاً.جعلت مدحك للنبي صلى الله عليه وسلم تاجك وتاج كل من أحبه وأحبك، استنشقنا أجمل هواءٍ عذب في (ذات بهجة) واسترحنا في (لا تحزن) وتربينا على مائدة (احفظ الله يحفظك).إن قلتُ شيخاً فأنت أهل لها، وإن قلتُ دكتوراً فشرف لها أن تكون من حملتها، وما (الميسر) عنا ببعيد.حفظك الله أبا عبدالله في حلك وترحالك، وزاد على الخير وصالك، وثبّتك على أجمل خلالك، وجعلني وإياك في زمرة النبي الأمين، والأنبياء والصديقين.وفي نهاية المطاف لا يسعني إلا أن أختم هذه الرسالة بهذين البيتين: صبحته عند المساء فقال لي ** ماذا الصباح وظن ذاك مزاحاً فقلت نور وجهك غرني ** حتى ظننت المساء صباحاً