بالرغم من الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الشاطئ الأكثر شهرة في المنطقة الشرقية، غير أنه لايزال يعاني من محدودية التشغيل وقلة الزوار على مدار العام، حيث يعتمد شاطئ «الهافمون» بشكل كبير على المواسم والعطلات الرسمية ونهاية الأسبوع. بينما يكاد يخلو تماماً من المرتادين والزوار خلال بقية الأيام، ما يجعله أشبه بمكان للأشباح، لاسيما في ساعات الليل، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في المستثمرين والمشغِّلين للمرافق السياحية، خصوصاً ملاك المنتجعات التي لا يتجاوز عددها خمسة منتجعات، إضافة إلى محلات إيجار الدبابات والمراكز التجارية المحدودة على امتداد الشاطئ. إمكانات وتطوير ويعدّ شاطئ نصف القمر في محافظة الخبر واحداً من أبرز الشواطئ على مستوى المملكة، نظراً لمساحته الشاسعة التي تمتد على طول 24 كيلومتراً، فيما يضم خمسة أقسام وهي اللؤلؤ، المرجان، المحار، الصدف، والأمواج، التي تم تطويرها في عام 1419ه، بتكلفة إجمالية بلغت 52 مليوناً و193 ألفاً و52.19 ريال.شملت توفير الخدمات كافة من إنارة الشاطئ وسفلتة مداخله وإنشاء مواقف للسيارات ومظلات ودورات مياه وساحات بلدية ومسطحات خضراء وألعاب أطفال ومواقع استثمارية، فيما يبلغ إجمالي عدد المظلات على امتداد الشاطئ 600 مظلة، كما يضم الشاطئ خمس ساحات بلدية، 452 مقعداً، 14 مجموعة ألعاب للأطفال، 14 ملعباً متعدد الأغراض للشباب، وسبعة مواقع استثمارية. إقبال ضعيف وقال أحمد عثمان، الذي يعمل في ساحة لتأجير الدبابات، إنه يعتمد في عمله على أيام عطلة الأسبوع، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن نشاطه لا يجذب الزوار خلال هذه الأيام سوى ست ساعات فقط في اليوم الواحد، تمتد من الثانية ظهراً حتى الثامنة مساء، بينما يكاد ينعدم الإقبال خلال بقية أيام الأسبوع، مرجعاً ذلك إلى شح الخدمات وغياب الأنشطة والبرامج الترفيهية في الشاطئ. اعتداء وتخريب أما جواد محمد، الذي يعمل في كشك للمبيعات، فأشار إلى أن عدداً كبيراً من الأكشاك قد أخليت وتعرّضت للاعتداء والتخريب من قِبل بعض الأشخاص، مشيراً إلى عدم وجود مركز قريب للشرطة، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على الاستثمار في أكشاك المبيعات أو إنشاء مراكز للتسوق. تقلب الأجواء ونوّه نواف الأحمد، أحد ملاك قوارب النزهة، أن فترة التشغيل لقوارب النزهة لا تتجاوز إجمالاً أربعة أشهر خلال العام الواحد، تتزايد خلال فترة الصيف، بينما ينعدم تشغيلها بشكل كامل خلال فترة الشتاء، الأمر الذي يؤثر في إقبال الزوار على الشاطئ، إضافة إلى مطالبة حرس الحدود بعدم إبحار القوارب نظراً لتقلب الأجواء المستمر. ثلاثون كيلومتراً وأكد كل من خالد الدوسري ومحمد الخالدي، أن بُعد الشاطئ عن مدينتي الدماموالخبر، الذي يصل إلى أكثر من ثلاثين كيلومتراً، يعدّ عاملاً رئيساً لعدم تردد الشباب والعائلات على الشاطئ، خصوصاً خلال أيام منتصف الأسبوع، نظراً للمشاغل اليومية والأعمال والدراسة، حيث يقتصر تنزههم على الواجهات البحرية في المدن والمحافظات، مطالبين بضرورة تفعيل الأنشطة السياحية بشكل مستمر لزيادة الإقبال على الشاطئ، وعدم الاعتماد على أيام العطل والإجازات فقط، وأشاروا إلى أن هناك دولاً خليجية مجاورة نجحت في تنشيط عديد من المواقع السياحية رغم بُعدها عن وسط المدينة. شواطئ خاصة وأعرب متنزهون في الشواطئ المفتوحة في نصف القمر عن تقلص مساحتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى احتجاز مساحات شاسعة من الشواطئ لصالح جهات خاصة ومؤسسات رسمية لخدمة منسوبيها، منها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الدمام، ومدينة الملك فهد الساحلية، وشاطئ أرامكو، وبحر القاعدة الجوية، ومةقر حرس الحدود، وبعض المؤسسات والقطاعات الأخرى، إلى جانب عدد من المنتجعات والممتلكات الخاصة، الأمر الذي تسبب في تحجيم مساحة الشاطئ، فيما رأى المتنزهون إمكانية الاستفادة من تلك المواقع بتفعيل أنشطة سياحية عامة تخدم أهالي وزوار المنطقة، إضافة إلى أهمية إنشاء المدن الترفيهية والاهتمام بالخدمات العامة ليستفيد منها زوار الشاطئ على مدار العام. غياب المدن الترفيهية ورأى عبدالرحمن المطيري أنه لو توافرت المنتجعات والشقق الفندقية على الضفة المقابلة للشاطئ لكانت سبباً في توافد وزيادة الزوار والمتنزهين، وقال «لدينا أمثلة حاضرة لعدة شواطئ خليجية وعربية يرتادها الأهالي للاسترخاء وقضاء أوقات محدودة على امتداد الشاطئ خلال أيام الأسبوع، منها على سبيل المثال شاطئا شرم الشيخ والغردقة في جمهورية مصر العربية، وغيرهما، وهو ما يفتقره شاطئ نصف القمر». أما عبدالله محمد، فانتقد غياب المدن الترفيهية على الشاطئ، مشيراً إلى إزالة مدينة الأمير محمد بن فهد الترفيهية، التي كانت تعدّ المدينة الترفيهية الوحيدة في السابق وتشكل داعماً سياحياً للشاطئ وتحظى بإقبال كبير من قِبل الزوار وطلاب وطالبات المدارس في مختلف الفترات على مدار أيام الأسبوع، إلى أن توقف نشاطها وتمت إزالتها بالكامل، ليفتقد الشاطئ جزءاً مهماً من بريقه السياحي، مطالباً بضرورة قيام رجال الأعمال والمستثمرين بإقامة مشاريع تُسهم في دعم السياحة في المنطقة وتنشيطها على مدار العام بدلاً من اقتصارها على المواسم. شاطئ نصف القمر شبه خالٍ من الزوار وسط الأسبوع (تصوير: علي غواص) ساعات من انتظار الزبائن.. وخيول بلا خيّالة