أكد القائم بالأعمال الأمريكي في السودان، جوزيف استانفورد، استعداد بلاده لإجراء حوار مفتوح مع الحكومة السودانية حول قضايا الإرهاب وملف العقوبات، ودعا الحكومة في الخرطوم لاتخاذ خطوات إيجابية في قضايا الإرهاب تمهيدا لرفع العقوبات عنها وإنفاذ المباحثات السياسية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال). وطالب القائم بالأعمال، لدى مخاطبته الطرق الصوفية في خلاوي الشيخ الكباشي الواقعة بالخرطوم بحري أمس، الحكومة السودانية ب «عدم دعم الإرهاب العالمي لمدة ستة أشهر متتالية وتقديم ضمانات بعدم دعم أي أعمال إرهابية مستقبلا بالإضافة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الأزمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والالتزام بشروط أخرى، قال إن الحكومة على علم بها تمهيداً لحذفها من قائمة الارهاب، مشيرا في ذات الوقت إلى أن تلك القضايا لن تمنع السلطات الأمريكية من إجراء حوار مفتوح مع السودان، ومبدياً استعدادها للعمل من أجل تحقيق سلام شامل في مناطق النزاع. من جانبه، دعا الشيخ الجيلي الكباشي الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دعم استقرار السودان وإيقاف نزيف الدم فيه ورفع الحصار عنه، واعتبر أن الحكومة السودانية لم تنحرف يوما عن العدل، منبهاً إلى ضرورة حل أزمة إقليم دارفور داخليا. وأضاف «لن نقبل أن تقف العمامة السودانية أمام لاهاي» في إشارة إلى طلب مثول الرئيس السوداني عمر البشير أمام محكمة الجنايات الدولية. في سياقٍ آخر، نفت المعارضة السودانية أمس اتهام حزب المؤتمر الوطني الحاكم لها بوجود صلة بينها ومخططات تخريبية يجري إعدادها لإسقاط النظام، مؤكدةً في الوقت ذاته أنها تعمل لتغيير نظام الحكم ولكن بطرق سلمية. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، كمال عمر، إن «أي حديث عن أن الأحزاب تتآمر مع دول أجنبية أو حركات مسلحة لتغيير النظام هو حديث غير صحيح»، وتابع «نحن مع تغيير النظام ولكن بالطرق الديمقراطية والسلمية عبر الشارع أو ثورة شعبية». وأكد عمر تمسك المعارضة بالحوار لحلحلة القضايا بعد الاتفاق على خارطة طريق أبرز نقاطها قيام حكومة انتقالية ووقف الحروب الدائرة في البلاد. بيد أن القيادي في الحزب الحاكم محمد بابكر بريمة أعاد التأكيد على اتهامات حزبه لتحالف المعارضة بالتآمر، وقال «الحديث صحيح ومحاولاتهم متكررة ولم تتوقف». ورأى أن الدولة والحزب الحاكم مدّا حبال الصبر للمعارضة كثيراً، مشيراً إلى أن أبلغ دليل على التآمر أن قادة معروفين في المعارضة ذهبوا إلى خارج البلاد ووقعوا مع الحركات المسلحة ميثاقاً لتغيير الحكومة بطرق غير سلمية.