"بلاك هات" الرياض ... ابتكاراتٌ لخير البشرية    "الإحصاء" تنشر إحصاءات استهلاك الطاقة الكهربائية للقطاع السكني لعام 2023م    استقرار أسعار الذهب عند 2625.48 دولارًا للأوقية    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    فصل التوائم.. أطفال سفراء    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    كلنا يا سيادة الرئيس!    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    القتال على عدة جبهات    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    الأرصاد: انخفاض ملموس في درجات الحرارة على أجزاء من شمال ووسط المملكة    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفع الستار عن مشهد ما قبل الاستفتاء في جنوب السودان
نشر في المدينة يوم 06 - 01 - 2011

قبل ثلاثة أيام من قيام مواطني جنوب السودان بوضع بطاقات الاقتراع في الصناديق لتحديد بقاء أقليمهم أو انفصاله عن السودان يظل المشهد “غائمًا ومنذرًا بالخطر لأن أكبر دولة إفريقية تتعرض الآن لانسلاخ جزء كبير منها والأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض من ناحية التأثير على الجوار المحلي “شمال السودان” والأقليمي الدول الإفريقية مثل أوغندا وكينيا وزائير ويمتد التأثير إلى مصر التي يتعرض أمنها المائي والسياسي إلى خطر شديد.. وهناك أكثر من لاعب دولي في الميدان يسعى للحفاظ على نفوذه الاقتصادي أو السياسي أو لحماية أمنه ومكافحة الإرهاب والسيطرة على موارد جديدة بدفع من الشركات الكبرى التي تلهث وراء المواد الخام ويرسم بعضها سياسات بلاده.. لذلك لا يبدو التواجد الأمريكي-الصيني - الغربي - الروسي غريبا.. كما لا يبدو الحضور الأوغندي الكيني الاثيوبي والارتري والتواجد الإسرائيلي وأن “ تخفى بصورة أو أخرى” غريبًا هو أيضًا.. كما أن الدبلوماسية العربية والمصرية تحاول إثبات وجودها ببذل الجهود لدعم خيار الوحدة في أول الشوط ثم القبول بحقيقة أن انفصال الجنوب هو الخيار الراجح وهو ما سلمت به الخرطوم على لسان الدكتور نافع على نافع القيادي البارز في المؤتمر الوطني وأحد أهم مستشاري الرئيس السوداني
الديمقراطية قبل الدولة
الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى القيادي بالحركة الشعبية والاستاذ المشارك بقسم علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة الخرطوم. قال للمدينة: إن قيام أي دولة ناجحة رهين ببسط حرية التعبير والديمقراطية وترسيخ قناعة التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان وأن تكون كل أجهزة الدولة ومسؤوليها خاضعون بالكامل للمساءلة والمحاسبة بشفافية وهذه الأساسيات تنطبق على الجنوب مثله مثل أي دولة اخرى وفي غيابها لن تكون هياكل الدولة سليمة
وأبدى الدكتور المصطفى قلقه من وجود أي قدر من الفساد في حكومة الجنوب مضيفا أنه -إذا وجد- فسوف يعرقل ويدمر كل فرص التقدم والديمقراطية والعدالة والتنمية مشيرًا إلى أن زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق كان في كل أدبياته يتكلم ويبشر بسودان جديد موحد وأضاف: إن الخلافات والتباينات بين الشريكين في وجهات النظر والتقديرات فيما يخص تنفيذ العديد من بنود اتفاقية السلام المتفق حولها والضرورية لزرع الثقة المتبادلة بين الأطراف كبنود ترسيم الحدود مثلًا. فقد درجت هذه المجموعة» «المؤتمر الوطني» على افتعال التوتر وصناعة الأوهام عن نشاط الشريك الآخر مما ساهم مباشرة في تسميم مناخ الشراكة إلى الحد الذي أضحى فيه مجرد التفكير في تنفيذ بنود الاتفاقية ذاتها مثيرًا للتوجس والريبة وبالتالي يستدعي رد فعل «مدمر» معاكس. وعلى الجانب الآخر لم تبدي الحركة الشعبية لتحرير السودان الحماس المتوقع أو الجدية اللازمة لتنفيذ ما ورد في الاتفاقية بكونها آلية لتحقيق مشروعها الهادف لبناء السودان الجديد. ذلك المشروع القائم أصلًا على التسليم الواعي بحقيقة التعدد وتوظيفها من أجل معالجة كافة المسائل التي يمكن أن تُعرقل أو تُحبط فرص التعايش بين الجماعات المختلفة المتوطنة في السودان وثقافاتهم المتمايزة.
حزب الترابي.. صمام الأمان
الأستاذ عبدالله دينق نيال القيادي الجنوبي بحزب المؤتمر الشعبي “يتزعمه الدكتور حسن الترابي” شدد على أن إمكانية قيام دولة في الجنوب واردة لأنه يمتلك قوى بشرية “تعداد السكان 8 مليون” حسب الاحصاء الأخير ويتمتع بموارد متنوعة مثل النفط والماء والزراعة والثروة الحيوانية والأراضي الخصبة ولن يمنعه عدم اطلاله على أي بحر من التطور لأن أثيوبيا دون ناجحة بالرغم من عدم امتلاكها لميناء بحري.. وأكد دينق أن نجاح دولة الجنوب وعدم وقوعها في أي استقطاب يرجع للسياسات التي سوف تتبعها وموازنتها بين مصالح الجنوب وأي توجهات أخرى ثم النأي عن الدخول في صراعات بأي شكل مع الأشكال والقدرة على نزع فتيل الصراعات القبلية وإذا استطاعت تحقيق ذلك ستكون المنطقة مستقرة.
وربط نيال بين اشاعة الحرية والديمقراطية واحترام التنوع الاثني والديني في الجنوب وبين تقليل مستوى الاخطار والشحن الجهوي أو الطائفي مشيرًا إلى أن أي انفلات أمني في الجنوب سيؤثر على الجيران مباشرة “ كينيا وأوغندا وزائير وطبعا شمال السودان
استفتاء بسلاسة
المقاربات تقول: إن التفكير السياسي السوداني الآن موجه إلى إجراء عملية الاستفتاء بسلاسة وهو أمر يهم الآن بالدرجة الأولى «جوبا» التي تجد نفسها أمام امتحان عسير يطالبها فيه المجتمع الدولي بالشفافية والنزاهة والصدقية وعدم ترهيب المستفتين بأي شكل من الاشكال وإجراء مثل هذا الاستفتاء لا بد أن يتم في جو آمن وتوفر له كل المعينات والقبول بأي خيار ينتج عنه كما يهم الخرطوم بذات المستوى التي ستناضل حتى اخر لحظة من أجل الوحدة ويجب ألا يغيب عن الاذهان أنه وحتى يونيو القادم فالسودان دولة موحدة مهما كانت النتيجة وكانت هذه الحقيقة أحد أسباب زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا يوم الثلاثاء ولحسم خلافات على مستوى الرئاسة السودانية في شأن مستحقات الاستفتاء يو م 9 يناير والتداعيات الناجمة عن ذلك واحتواءها.
وهناك مجموعة من القوى المؤثرة على الاستفتاء على رأسها الشريكان -شمالًا وجنوبًا- اللذان وقعا اتفاقية نيفاشا، الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.
ويقول الخبير الاعلامي السوداني المسلمي الكباشي: إن الشكل القانوني الذي تنص عليه الاتفاقية هو إتاحة الفرصة للمواطن الجنوبي ليقرر مصيره، إلا أن الجميع يدرك أن النوايا والتدابير السياسية التي يقوم بها المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية هي التي تحدد موقف الفرد الجنوبي، ويزداد تأكيد هذه الحقيقة بفحص نتائج الانتخابات التي جرت، حيث لم يجر إلا ما أراده الشريكان شمالا وجنوبا. وفي نفس السياق يمكن القول إن الاستفتاء لن يكون إلا إجراء قانونيا تتأكد به الإرادة السياسية الموحدة للطرفين في الشمال والجنوب، حيث تتكامل مواردهما الاقتصادية وتتساند مقدراتهما الإستراتيجية، ويتكامل أيضا نسيجهما الاجتماعي والثقافي منذ سنوات طوال.
النفط الرابط.. ولكن
ويرى المسلمي أنه إضافة إلى الضرورات السياسية التي تفرض استمرار التحالف بين شريكي نيفاشا، فهناك رابط النفط وهو أقوى ما يجمع بينهما فالنفط الذي يعتمد عليه الطرفان في استمرار سلطتيهما يقع 80% منه في الجنوب، وتقع كل بنيات التكرير والنقل والتصدير في الشمال، ولا بد من الاعتماد المتبادل على بعضهما البعض رغم كل عوامل المواجهة السياسية والأيدلوجية بينهما.
وربما بسبب تعقيدات العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من حيث التحالف والمواجهة في آنٍ واحد، فقد ظل خطاب الحركة الشعبية عدائيا يصعب معه تعديل المزاج الشعبي الجنوبي باتجاه قرار تأكيد وحدة السودان. وهناك استثناء واحد تمثل بمطالبة والي ولاية النيل الأزرق نائب رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بوضع وثيقة اتفاق لإزالة أسباب الانفصال، وطالب السياسيين في الطرفين بتقديم التنازلات الضرورية للوحدة، وحذر من إمكانية العودة إلى الحرب بسبب التنازع حول الحدود في حال وقوع الانفصال.
كما هناك تصريحات جنوبية عدة تصب في اتجاه تقويض الثقة بين طرفي نيفاشا منها تصريحات أدلى به الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم اتهم جهات قال إنها تسعى لزعزعة الاستقرار الأمني بالجنوب من خلال العمل على تدريب جنود مليشيات داخل وخارج حدود الجنوب، وبالدفع
«بالجنجويد» على الحدود بين الشمال والجنوب على أساس أنهم حرس حدود. وطالب باقان الأمم المتحدة والجهات الراعية لاتفاق السلام بمزيد من الرقابة الدولية على الحدود بين الجنوب والشمال، حتى لا تتطور الأوضاع إلى حرب. وفي ذات السياق بعث سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان برسالة إلى الرئيس البشير يستفسر عن تحركات للجيش السوداني على الحدود بين الشمال والجنوب.
تأثير القوى المختلفة
لقد اتضح بشكل جلي أن «المجتمع الدولي» وتحديدًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الدول الإفريقية المجاورة للسودان، والبلاد العربية تؤثر في عملية الدفع نحو خيار الانفصال أو الوحدة وصدر بيان لمجموعة الأزمات الدولية في 7 مايو/أيار 2010، يطالب دول الجوار بضمان احترام نتائج الاستفتاء حول الوحدة، وقال البيان: إن دول الجوار انخرطت بالفعل في نشاطات تقوم على فرضية انفصال الجنوب الذي أصبح مسألة وقت. وذلك لأن هذه الدول تتأثر سلبا أو إيجابا بعودة السودان للحرب أو حدوث انفصال سلمي.
ولا يمكن نسيان تأثير القوى السودانية الوطنية المعارضة شمالا وجنوبا، فالقوى المعارضة الجنوبية فيها كثير من الانفصاليين مثل جبهة الإنقاذ الديمقراطية التي رفضت مجرد التسجيل كحزب سياسيي قانوني إذا كان ذلك يلزمها بالوحدة. وبالمقابل هناك القوى الشمالية التي ترفض الانفصال جملة واحدة وتحاول تجميع قواها لتجنيب السودان مخاطر التشظي والصوملة فيما تصدح قوى أخرى على رأسها « خال الرئيس»بنشيد الانفصال وأنه خير ويعتبره الاستقلال الحقيقي للسودان
الصعيد الاقتصادي: شدّ الحزام
ويرى الدكتور محمود قلندر الخبير في الشؤون الأمنية والاقتصادية أن دولة السودان الجديدة -في شماله- بعد الانفصال ستحوط بها عواصف ورعود.
فبالرغم من التفاؤل بوجود مخزون نفطي في أراضي الشمال، فلا زالت تلك المكامن رهن البحث والتنقيب وتوقيع الاتفاقات، إلا القليل الذي ربما يؤتي أكله بعد حين، ويتساءل: ماذا سيكون الحال من بعد أن أغفل السودان ومخططوه الزراعة، وتم التركيز على البترول مصدرا وحيدًا للمال بما يعادل 90% من دخل الدولة حتى العام الماضي. ومع ظروف الانفصال الذي سيغيب معه هذا العائد فان السؤال الذي يبقى: كيف ستدبّر دولة السودان الجديد في شماله حال البيت من بعد ذلك؟
الغام في الطريق
في خضم بيئة الضغائن والأحقاد السائدة بين شريكي الحكم، لا يبشر واقع الحال بسيادة علائق من حسن الجوار بين البلدين الجديدين، ويضيف قلندر فلو استبعدنا الواقع الحالي من انعدام الثقة المفرط بين شريكي الحكم، وحالة الشك والتربص في علاقتهما، فإن استقراء الغد المنتظر من معطيات الواقع الحالي لا يبشر هو الآخر لا بحسن جوار ولا بأمان على الحدود الجديدة، إذ أن هناك ألغامًا على الأرض كثيرة ومنها الحدود ومواقع التماس بين الدولتين والتي لم يتم رسمها لاستطالة الخلاف بينهما، وهذه ستظل مصدر خلاف أكبر بعد الانفصال، بل لعلها تتحول إلى بؤرة صراع
ومنها، أمن رعايا الدولة الشمالية الجديدة في الجنوب، وأمن رعايا الدولة الجنوبية الجديدة في الشمال، وهذا لغم سيظل إشعال فتيله رهن مشاعر فالتة من فرد أو جماعة، أو رهن قرار غير مسؤول، ولا يهم في أي الموقعين يكون ذلك، فالنار الفالتة ستمتد إلى ما وراء الحدود الجديدة. ومنها: نذر الاتهام المتبادل بتورط الطرفين في تغذية عوامل اللااستقرار في البلدين الجديدين، فالجنوب يتهم الشمال بدفع ودعم الجنرال أتور، والشمال يتهم الجنوب بتجميع رافضي دارفور وغاضبيها، وفتح معسكرات استخبارات الحركة الشعبية، وخزائن مخابرات أجنبية -إسرائيلية على وجه التحديد- على مصراعيها لهم.
-----------------------
ماذا يحدث إذا اختار الجنوبيون الوحدة أو الانفصال
في حالة الوحدة
* يبقي السودان دولة موحدة وفقا لاتفاقية السلام الشامل والدستور.
* تتم مراجعة شاملة للدستور ويكون خاضعا لأي تعديل ويظل ساريا إلى حين اعتماد دستور دائم.
في حالة الانفصال
يدخل طرفا اتفاقية السلام الشامل في مفاوضات بهدف الاتفاق على المسائل الموضوعية لما بعد الاستفتاء بشهادة المنظمات والدول الموقعة على اتفاقية السلام الشامل والمسائل هي:
*الجنسية.
* العملة.
*الخدمة العامة.
*وضع الوحدات المشتركة المدمجة والأمن الوطني والمخابرات.
*الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
*الأصول والديون.
* حقول النفط وإنتاجه وترحيله وتصديره.
* العقود والبيئة في حقول النفط.
* المياه.
*الملكية.
* أي مسائل أخرى يتفق عليها الطرفان.
-----------------------
صوت جنوبي: البترول مشكلة
كارلوس جيمس شول.. مواطن من جنوب السودان..(أعالي النيل) من قبيلة “الشلك” قال ل «المدينة» إن أسعار المواد الغذائية في جوبا مرتفعة.الآن ويعاني السكان في منطقة واراب من الفيضانات التي اثرت كثيراً على الزراعة..
واضاف: إن عودة النازحين للجنوب يشكل عبئاً جديداً على النسيج السكاني. ويرى (شول) ان البترول في مناطق ابيى وولاية الوحدة وهجليج سيشكل في المستقبل بؤرة للتوتر بين الشمال والجنوب وارجع (شول) عدم حل الاشكالات العالقة للخلافات بين الشريكين وعدم الانسجام بينها..
اشول لم يستبعد الوجود الاسرائيلي في جوبا.. لان الحدود مفتوحة مع يوغندا وكينيا وزائير.. ويضيف.. الجنوب سيعتمد على الشمال لفترة طويلة لأنه بالنسبة له شريان الحياة وكل المواد تأتي من مناطق السودان المختلفة.. مواد البناء.. وعندما سألناه عن الجنسية وهل سيبقى بالشمال أم سيذهب للجنوب قال : «الانسان بيمشي محل راحتو».
-----------------------
صوت شمالى: الخرطوم تعيش حالة من التوتر
قال مواطن سودانى” يعيش فى الخرطوم “فضل عدم ذكر اسمه .”. ان العاصمة السودانية تعيش حالة التوتر المشوب بالحذر وهي تترقب انفصال الجنوب بالاستفتاء الذى يجرى يوم الاحد المقبل وقال في اتصال هاتفي أجرته معه المدينة ان السلطات الامنية قامت باستعراض للقوة فى شوارع الخرطوم للتحذير من اى اضطرابات قبل او أثناء الاستفتاء فيما حذر مدير شرطة الخرطوم من أن أي شخص يقوم بأي نشاط يزعج الامن يجب عليه ان يتحمل نتائج ذلك وسيعرض نفسه للعقوبة
وبين المواطن السودانى ان هناك زيادة كبيرة فى اسعار السلع الاساسية مثل الخبز والسكر والزيت والحليب وبدا المواطنون فى تخزين السلع الاستهلاكية لمواجهة اى طارئ واشار المواطن الى ان سكان جنوب السودان يعيشون حالة من الفزع خشية اندلاع الحرب مرة أخرى وقد ذاقوا مراراتها ولا يريدون تكرار المأساة
-----------------------
خبير ألماني: إسرائيل لن تستفيد من علاقتها مع جنوب السودان
استبعد الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز في حديث لتلفزيون دويتشه فيله وجود «علاقة رسمية» بين جنوب السودان وإسرائيل فيما أكد في ذات الوقت «وجود علاقة غير مباشرة بين الطرفين يخفيها المسؤولون في كلا البلدين بسبب توتر العلاقة بين الدول العربية وإسرائيل، وكذلك بسبب الظروف التي يمر بها السودان في الوقت الراهن».
وفيما نفى سلفا كير بشكل قاطع لدى لقائه بأمين عام جامعة الدول العربية مؤخرا في جوبا وجود علاقات بين الجنوب وإسرائيل، معتبرا أن «ما يشاع حول هذا الموضوع ليس صحيحا». يؤكد سياسيون في الشمال وجود تلك العلاقات.
من جانبه دافع ميشل لودرز على حق جنوب السودان حال انفصاله عن الخرطوم، في إقامة علاقة دبلوماسية وسياسية مع إسرائيل، غير أنه يعتبر أن الوقت الراهن يصعب فيه الإعلان الرسمي عن ذلك بسبب التوتر مع الشمال وهو حسب رأيه، ما دفع بسلفا كير إلى التأكيد على عدم وجود علاقة رسمية مع الدولة العبرية.
واضاف لودرز بأن من حق إسرائيل كباقي الدول أن تسعى إلى ربط علاقات مع بلد إفريقي جديد، غير أنه شدد بأن جنوب السودان باستثناء امتلاكه للنفط «لا يلعب دورا مهما في المنطقة، يجعل إسرائيل تحرص كل الحرص على التعاون معه».
وفي ذات السياق اتهم امبرو سو تيك في حوار مع دويتشه فيله شمال السودان ب «الترويج لادعاءات وجود علاقات بين تل ابيب وجوبا من أجل كسب تعاطف الدول العربية ضد حكومة سلفا كير ». وأضاف بأن مشكلة السودان في الوقت الراهن هي داخلية بالدرجة الأولى وأكبر من حصرها في النزاع حول وجود علاقة بين جنوب السودان وإسرائيل من عدمه»، مشيرا إلى أن الجنوب من حيث المسافة بعيد جدا عن إسرائيل وأن سكان الجنوب والمسؤولين هناك تواجههم مشاكل سياسية واجتماعية أكثر أهمية.
-----------------------
جنوب السودان.. حيرة في اسم الدولة الجديدة
أعلن نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان شان ريك أن الإجراءات الخاصة بالاستفتاء في ولايات الجنوب العشر وشمال السودان باتت مكتملة. وأشار إلى أن العدد الكلي للمسجلين قارب أربعة ملايين، غالبيتهم سيقترعون في جنوب السودان. وقال: إن كافة البطاقات ستكون في مكاتب الاقتراع اليوم «أمس» على أبعد تقدير. إننا مستعدون 100% لهذا اليوم العظيم».
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن أنه «سيكون حزينًا» شخصيًا إذا اختار الجنوب الانفصال لكنه «سيحتفل معه»، مؤكدًا أنه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتى في حال أصبح «دولة». جاء ذلك خلال زيارته لجوبا أمس الأول ومن جهته رحب النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير بزيارة البشير، قائلًا: إن هذه الزيارة ولا سيما في هذه الأيام قبل عملية الاستفتاء مطمئنة للمواطن الجنوبي. وأكد سلفاكير على حق رئيس الجمهورية لزيارة جوبا في أي وقت كان قبل الاستفتاء أو بعده وزيارة كل المناطق في جنوب السودان وذلك في إطار رده على الذين يقولون إنه لا داعي لزيارة الرئيس في هذه الفترة قبل أيام من عملية الاستفتاء.
القيادي في الحركة الشعبية، وزير رئاسة مجلس الوزراء، الدكتور لوكا بيونق قال: إن الخمسة أعوام الأولى لدولة الجنوب تمثل فترة تحدٍ لا تحتاج خلالها لاحداث تغيير جذري في بنية الدولة الجديدة. وأضاف أن أي تغيير فجائي دون دراسات في دولة الجنوب ستكون له عواقب سياسية واجتماعية، واعتبر قضايا العلم واسم الدولة وتغيير اسم الجيش الشعبي واسم الحركة ونظام الحكم، تحديات ستواجه الدولة الجديدة، وذكر أن هنالك تيارات تنادي بحذف اسم السودان نهائيًا عن الدولة الجديدة، واقترحت تسميات جديدة كدولة النيل، «كوش» أول دولة للسود في العصر القديم» «اماتونج» «جبل في الجنوب» وأوضح أن ذلك الخيار يطالب به المتعصبون من الجنوبيين، بينما هناك تيار آخر يرى المواصلة باسم السودان واقترح اسم السودان الجديد وجنوب السودان وتوقع أن تختار الدولة الجديدة اسم جنوب السودان باعتباره توفيقيا ويرضي كل الأطراف.
واستبعد لوكا أن تنقل في حال الانفصال العاصمة من جوبا حسب ما جاء من أنباء رشحت عن نقلها لرامشيل، وقال: إن المحافظة على جوبا كعاصمة تجارية وسياسية للدولة الجديدة مهم من الناحية السياسية والاجتماعية لفترة محدودة لاسيما وأن تلك القضية حساسة وتحتاج لدراسات وافية حتى لا تخلق ردود أفعال يمكن أن تهز الدولة الجديدة. وأشار للأصوات التي تنادى بالاستفادة من تجارب عدد من الدول كأمريكا واستراليا وغيرها بإيجاد عاصمة سياسية بعيدة تمامًا عن العاصمة التجارية، واضاف «عمومًا لا أعتقد أن قضية تغير العاصمة ستكون من الأسبقيات وإنما سينظر لها في المستقبل».
يرجع نعوم شقير في كتابه: “جغرافية وتاريخ السودان” أصل سكان السودان إلى شبه السود (Negroid) ويقول في ذلك: «أما شبه السود فهم من أقدم الأصول في البلاد بعد السود ويظن أنهم أولاد كوش بن حام الذين هاجروا إلى السودان بعد الطوفان وسكنوا الحضر ومنهم معظم سكان دارفور من بلاد السودان (المصري) ومعظم سكان وداي وكانم وباغرمي وبرنو وسوكوتو وملى من السودان الغربي.
-----------------------
غرايشن.. نسر أمريكي يحلق في سماء خلافات السودان
سكوت غرايشن.. جنرال أمريكي متقاعد من سلاح الطيران لكنه يحلق الآن بزي مدني في سماوات خلافات السودان..اختاره الرئيس الأمريكي مبعوثًا خاصًا لتسهيل إنفاذ اتفاق السلام الشامل بين الشريكين الحاكمين في السودان “المؤتمر الوطني بشمال السودان والحركة الشعبية بالجنوب” “وحلحلة” مشكلة دارفور ثم فك عقدة “ابيي” بين “دينكا نقوك والمسيرية” من أجل إجراء استفتاء الجنوب في جو آمن.
جلس الرجل القرفصاء في أديس أبابا متوسطًا سلاطين دينكا نقوك ونظار وعمد المسيرية وكان يدرك تمامًا أن ما بين القبيلتين جوار وتساكن تاريخي تبادل للمصالح والمنافع.. ومصاهرات و”عيش وملح”.. وعندما دخلت السياسة “فر الحمام من القلوب” (بحسب الدينكا والمسيرية) ثم إن الجغرافية التي وحدتهم.. تضعهم الآن في عين عاصفة الخلاف بين المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية في الجنوب على ابيي ونفطها والاستفتاء فيها وهي العقدة الساخنة والقنبلة الموقوتة التي يمكن أن تفجر الوضع بالكامل بين شمال وجنوب السودان إذا استفتى الدينكا وأقصى المسيرية.. ويمكن بهذا الوضع أن تعطل عملية السلام برمتها وتعيد البلاد لمربع الحرب.
غرايشن حلق في سماوات السودان.. والرجل ليس غريبًا على إفريقيا وقبائلها ودولها.. أحلامها وآمالها وتطلعاتها.. نجاحاتها وإخفاقاتها.. ومزاجها العام.. في أعماقه تدق الطبول الإفريقية لحظة هطول الأمطار بطول خط الاستواء.. ويمتلك خبرة كبيرة. كما أن نشأته في المنطقة لأبوين من أعضاء البعثات التبشيرية بالقارة وإجادته للسواحلية أهلته لمنصب الوسيط.
غرايشن عبر أكثر من مرة عن عشقه وشغفه بإفريقيا.. لقد كانت طفولته طيبة ومترعة بالذكريات الجميلة خلال تلك الفترات التي قضاها مع أبيه في تجواله بحكم عمله في عدة بلدان إفريقية لم يكن من ضمنها السودان.. وقضى غرايشن معظم وقته في الكنغو وحتى بداية السبعينيات حيث نشب الصراع واشتعلت الحرب الأهلية فرحل وأسرته إلى بلاده.
ويكون هذا المشهد التراجيدي أمام ناظريه وهو يتباحث ويقرب وجهات النظر بين المسيرية والدينكا.. بصبر وجلد وأناة وحكمة.. يبعدهم عن المآلات السيئة للحرب والنهايات المحزنة..ويذكرهم بارتال الأطفال الذين سيشردون والنساء الأرامل وموجات النزوح ويطرح خريطة طريق للخروج من المأزق لتيسير الهوة بين الطرفين.. لكن الشقة متباعدة.. والشكوك تثار حول خطته ونواياها.. والفرقاء لا يريدون الاتفاق وكل بسببه..
لقد استبطن غرايشن صور الحرب الأهلية المروعة في الكنغو في لاواعيته ولا يريدها أن تتكرر في السودان المثخن بالجراح.. لذا كرس جهوده لنزع الفتيل قبل الانفجار وينطلق في ذلك من رؤية تقول: إن الكنغو بلاد جميلة تشبه السودان في كل شيء تقريبًا.. ملامح الناس وطيبتهم.. الاتساع الجغرافي .
-----------------------
الجنرال المتقاعد فضل الله: ضم أبيى للجنوب سيفتح نار جهنم على الكل
قال اللواء فضل الله برمة ناصر الجنرال المتقاعد بالجيش السودانى وأحد ابناء قبيلة المسيرية ردًا على سؤال للمدينة حول رد فعل المسيرية على أي اجتياح لقبيلة دينكا نقوك لمنطقة أبيى وضمها للجنوب بمساندة من الجيش الشعبى لتحرير السودان، قال إن المعني بالرد اولا على هذا الامر الحكومة السودانية، باعتبار ان ما تم انتهاك للحدود وترويع لمواطنين بحكم الدستور، يتوجب على حكومة المؤتمر الوطنى حمايتهم، واذا لم يتم ذلك فنحن قادرون -والكلام للواء ناصر- على حماية وجودنا وحدودنا، وشدد على ان العيش المشترك والاخاء وتبادل المصالح والمصاهرة كانت ديدن الدينكا نقوك والمسيرية فى طول الحقب السابقة انطلاقًا من ان كل طرف يفهم حقوقه فى الفضاء المشترك لدار المسيرية، ودعا الى الرجوع للخرائط التى رسمت منذ عهد الاستعمار، ونتجت عنها الدول الحالية، والتى تطالب مواثيق الامم المتحدة بالاعتماد عليها، وتكرس كحدود دائمًا وبناء على ذلك فإن حدود المسيرية تقع فى هذا الاطار، وبالتالى فإن حدود 1956 للسودان تضع أبيى فى الشمال، وأي تلاعب فى هذا الشأن سيفتح نار جهنم على إفريقيا والجوار وسيزعزع الاستقرار والامن بدول عدة.
وقال اللواء فضل الله إنه من الافضل ان يجلس الدينكا نقوك والمسيرية للحوار المباشر دون شحن من اى جهة، وبعيدًا عن الضغوط والمزايدات السياسية، وسيصلون الى حل. ودعا دينكا نقوك بألا يكونوا سببًا فى حرب جديدة ضحاياها من الطرفين، وبذات المستوى على المسيرية ألاّ ينجروا الى حرب مع الدينكا، وطالب فضل الله المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية بمساعدة الطرفين على الحل السلمى التوافقى بما يحفظ دماءهما وان يرفعوا ايديهم عنهم،
وسخر اللواء فضل الله من عرض مبعوث الرئيس الأمريكى أوباما الجنرال سكوت غرايشن للسودان بتنمية مناطق للمسيرية بعيدًا عن ابىى وانشاء مصانع لتعليب اللحوم ومعامل للالبان والجبن ومدابغ للجلود وحفر ابار لشرب الماشية قائلاً، إنهم يريدون تحويل أبقار المسيرية الى هامبورجر وتصديره للعالم، ونحن نرفض هذا لاننا نريد اثبات حقوقنا التاريخية، وعدم تضييعها فى ابيى ثم يأتى اى حديث للتنمية لاحقًا بما فى ذلك: همبورجر من ابقار المسيرية” الذى يعيشون فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.